الرئيسية » » أحمد الشهاوى | لا تَصْطَدْ سَمَكًا جَائِعًا

أحمد الشهاوى | لا تَصْطَدْ سَمَكًا جَائِعًا

Written By هشام الصباحي on الأحد، 15 سبتمبر 2013 | سبتمبر 15, 2013



  لا تَصْطَدْ سَمَكًا جَائِعًا


لا الإلهُ ينْجُو
ولا أنتَ
ولا الماءُ قادرٌ أن يعُودَ إلى البيتِ
ولا الفكْرةُ وجدَتْ مكانًا إلى العقْل
ولا الدِرعُ تحْمِي من القنْص
فخُذْ شمْسَ النَّهارِ سِتَارًا
واجْعَلْ من اللَّيل سدًّا
ولا تثِقْ في كلامٍ قالهُ المُرشدُ
ولا تثِقْ في الأساطير
ولا في العُروقِ التي في الكُفُوف
ولا بمنْ دحْرجَ الصَّخْرَ نحوَ الجِبال
ولا بمنْ قطَّعَ الإصبعَ من كَفِّهِ
ولا في الحُروفِ التي أتلفتْهَا يداكْ
ولا في شَاطِىءٍ بلعَ السَّفَاينْ .

لا تنَمْ في سَريرٍ مرَّتيْنْ
واحْذرْ من امْرأةٍ كُنتَ زوْجًا لها
ولا تنْحنِ في صَلاةِ العِشَاءْ
ولكنْ صَلِّ صَلاةً أخيرةْ
وخُذْ ساترًا من رَصَاصٍ سيأتِي
قد لايُفرِّقُ بين الجمَادِ وبينَ الجَمَالْ
ولاتمْنحِ العُشْبَ رأسَكْ
واضْربِ الجَرَسَ إذا جاءتْ حصَّةُ الموْتْ
واسْألْ طُيورَ النَّهَارِ عن اسْمِها
ولا تَصْطدْ سَمكًا جائعًا
حتَّى ولو عُدْتَ تحْملُ رمْلا منَ المَاءْ
وجاءتْ إليكَ المدائنُ تسْعَى .

دقَّتِ الثَّانيةْ
والكِلابُ تعرَّتْ وعَرَّتْ
وصَاريك عَارٍ من رايتِكْ
وكلّ الكِلابِ التي علَى كتفيْها نُجومٌ تُفتِّشُ عنْكَ
وتاهتْ خُطُوطُ التَّماسِ مَعَ الوَهْم
ولم يَعُدْ منَ اللَّيل غيْر اسْمِهِ
ولا في القُرى غيْر بحْرٍ غرِيقْ
ولا في المنَامِ سِوى قاتِلٍ مُحْتَرِفْ
وامْلأ الجيْبَ بالفاكِهَةْ
وإنْ جَاءكَ الموْتُ
تذكَّرْ أنَّ الجَوافةَ بنْتِي
وأنَّكَ عِشْتَ معَ امْرأتيْنِ
ولم يزُرْ جِبريلُ بيْتَكْ .

دقَّتِ الثَّانيةْ
والفَنَاءُ يَمُرُّ جِوارَكْ
وعندَ البَابِ تغْفُو آيتان
ولا منْ أبٍ يكْتمُ السرَّ
ولامعْنَى لأنْ يعْويَ ذئْبٌ في البَراري
مادمتَ لنْ تأكُلَ قلبَهُ .

اذهَبْ إلى النُّورِ الأخيرِ وشَاهِدْ إصبَعَكْ
ولا تدَعِ العلامَةَ تقْصِمُ الظًّهْرَ
فنحنُ قوْمٌ إذا قُلنَا أشَرْنَا
وإذا مِتْنا رمَزْنَا
وإذا غنَّي طَائرٌ منَّا بكَى النَّايُ علَيهْ .

دقَّتْ الثَّانيةْ
ولا زُهْدَ فِي الدَّمْ
ولا نَايَ يُصْغِي إليْكْ

وليْسَ القاربُ المَثقُوبُ أعْلَمَ بالنَّوايا
ولا قبْرُ السَّمَاءِ بقَادرٍ أن يفْتحَ البابَ
وليسَ سِواكَ على المسْرَحِ الآنَ 
فخُذْ كُلَّ الشُّخُوصِ إلى الظِّلِّ
وَوَلِّدْ من الصَّوْتِ الصَّدى
ومن اسْمِكَ النَّبويِّ لُغَةً ثانيةْ
واعْتزلْ قُربَ المَرايا
وصَحِّحْ ما قُلتَ قبْلاً :
منْ
امنحِ النَّصْلَ حُريةَ القتْل
إلى
امنحِ النَّصْلَ حُريَّة القَوْلْ .

القاهرة
13 من سبتمبر 2013 ميلادية


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads