الرئيسية » » بعد مائة عام | علي محمود طه

بعد مائة عام | علي محمود طه

Written By Unknown on الأحد، 15 سبتمبر 2013 | سبتمبر 15, 2013

بعد مائة عام
ذكرى مرور مائة عام على وفاة محمد علي الكبير
.
.
من هذه الرّوح و هذا الجبين يضيء في مصر منار السّنين
أشعّة من بسمات المنى و من رجاء كالصّباح المبين
و من قوى مشبوبة كاللّظى عارمة ، لا تنثني ، لا تلين
خطّت بناء الملك ثم ارتقت تبني له المجد الرّفيع المكين
أوّل بان أنت بعد الذي شيّده فرعون في الأوّلين
قدّ من الصّخر تماثيله حجارة خرساء ليست تبين
و أنت أطلعت منار الحجا و شعلة العلم و فجر الفنون
بناء دنيا و حياة معا عزّ به الشّعب الغبين المهين
بعثته خلقا جديدا إلى منزلة عزّت على الطّامحين
قالوا : الحضارات ، فقلت انظروا أين كهذا الشّعب في المحسنين
من قطنه يلبس هذا الورى و من يديه مغزل النّاسجين
و المدفع الصّخاب من صنعه و الحمم الحمر كرات المنون
قد ماجت الأرض براياته و خوّضت ملء البحار السفين
و جيشه منقذ أفريقيا و حارس الشرق القويّ الأمين
بهؤلاء السّمر جبت الثّرى و دنت في سلطانك العالمين
و من بنيك الصّيد أبطاله و من كإبراهيم في الفاتحين ؟
تاج البطولات على رأسه مؤتلق و الغار فوق الجبين
***
من زخرف الوادي و أجرى به جداول التّبر كماء معين ؟
و أخضع النّهر لسلطانه و هو إله ساد في الأقدمين ؟
و من بنى تلك السّدود التي تختزن السّحب و لا يمتلين ؟
غوائث الأرض إذا أقلعت حوامل الغيث الدّفوق الهتون
و من أتى الصحراء في دوّها بهذه الأسوار شمّ الحصون ؟
يا عبقريّ الدّهر إنّ الذي صنعته معجزة الصّانعين
مهندس أنت سما فنّه و عالم أوتي علم السّنين
أدركت ما للفنّ من قوة فدنت بالقوّة فيما تدين
***
أبيات شعر أنا بنّاؤها آجرّها اللفظ السريّ السّمين
ريمتها بعض خطوط كما يرسم أفق الكون للنّاظرين
يبدأ فيها الفكر لا ينتهي و تسبح الأعين لا يلتقين
لسيّد النّيل و فاروقه رفعتها في موكب الخالدين
مولاي ، من جدّك أنشودة مزهرها التاريخ عذب الرّنين
ألهمها والداك المجتبي و أنت من أبنائه الملهمين
و أنت من روحيهما آية كآية الله إلى المرسلين
و صورة مشرقة سمحة إطارها الحبّ و نور اليقين

 
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads