بني مصر لوذوا بالسكينة واصبروا
بني مصر لوذوا بالسكينة واصبروا | فما هي إلا غمرة ٌ ثم تنجلي |
لكم في ظلال السلم ما جاوز المنى | وأعيا على من بات للحرب يصطلي |
نزلتم على حكم الأناة وإنما | نزلتم من الدنيا بأمنع معقل |
ردوا الأمن معسول النطاف ونكبوا | بني مصر عن ورد النقيع المثمل |
أمنتم براكين الحروب تثيرها | زلازل ترمي بالممالك من عل |
تثور فتمحو كل حصنٍ وترتمي | فتمسح مقذوفاتها كل جحفل |
تدر دم الأبطال من كل مثعبٍ | وتستفرغ الآجال من كل مقتل |
تخير صنفيها كروبٌ وموزرٌ | لحصد البرايا من أخيرٍ وأول |
عواصف أحياناً خواطف تارة ً | متى ترها شم المعاقل تجفل |
فكيف بكم إن أرزمت مرجحنة ٌ | تصوب بمصهور الحديد المجلجل |
بني مصر هذا حاصد الموت حانقٌ | على الأرض يرمي كل نفسٍ بمنجل |
تردوا لياس السلم لا تعدلوا به | سرابيل من نسج الفناء المعجل |
لئن أظمأ المال الجيوب فربما | رمى كل جيبٍ من نضارٍ بمنهل |
فما برح الوراد من كل منزعٍ | على جانبيه من عكوفٍ ونزل |
ألحوا عليه بالدلاء تجيلها | يدا كل موار الرشاءين موغل |
يهون على ذي المال أن يرزأ الغنى | إذا بات عن هول الحروب بمعزل |
سيعرفنا التاريخ إن كان جاهلاً | ويقضي لنا بالفضل من جاء يبتلي |
أخذنا بأسباب الحياة نسوسها | سياسة شعبٍ ذي تجارب حول |
نصانع أحداث الليالي فإن أبت | رضينا بأحكام القضاء المنزل |