سلامٌ على من لا أسمّيه إنني
سلامٌ على من لا أسمّيه إنني | سأطوى اسمه عني إلى آخر الدهر |
سلامٌ أؤدّيه وفاء لذاهب | كما أضعُ الزهر النضير على القبر |
أأنت تجافى أنت تلك فجيعةٌ | تفوق الذي ضيّعتُ في الحب من عمري |
سنون تقضّت لاعبات كأنها | مرائى المنى بين المدامة والزهر |
أأنت تجافى آه من وقدة الجوى | تشبّ على الهجران جمرا إلى جمر |
سأصبرُ لكن كيف ما كل لوعة | يهوّنها الصب المعذب بالصبر |
أنحن تخاصمنا لحا اللَه فتنة | تأنّق فيها الدهر من حيث لا ندري |
أحاول نسيان الذي كان بيننا | فينقلب النسيان ضرباً من الذكر |
إذا زار طيف اسكندرية خاطري | تذكرت ما بيني وبينك من أمر |
تصرّم ذاك الصيف لم يجن صبوة | على شاطىء أمواجه عقد السحر |
جفاؤك رمل اسكندرية ردّني | إلى الزهد في سحر العيون وفي الشعر |
حلوانكم تقصيك عني لأنني | أقيم بدار دونها ثبجُ البحر |
ليالي الهوى كانت تقودك طائعاً | إلى الدار في مصر الجديدة للأسر |
ليالي الهوى كانت وكانت فليتها | على غولها ظلّت جميعا بلا فجر |
مضى العيد لم أعرفه إلا رواية | عن الناس ما عيدي وشكواي في صدري |
أيجمل عيد أنت فيه مخاصمي | مخاصمة العين الكحيلة للبدر |
أحبّك غشفاقاً عليك فإن تخن | فقلبي إذا ما شئت أقسى من الصخر |
إذا أنت لم تعرف جمال الذي مضى | من الوصل فاحذر ما ستنكر من هجري |
ستلقى البواقي من لياليك باكياً | وحيداً إذا ما غاب طيفك عن فكري |
صحوت وبعض الصحو موت فليتني | ختمت حياتي في غرامك بالسكر |
صحا القلب أين القلب إني لخائفٌ | فلم يبق لي قلب يدبّر لي أمري |
صحونا معا فاذهب إلى غير رجعةٍ | وإن شئت فارجع آمل الروح في غفري |
جموح صباك الغض أمرٌ حمدتُه | وإن كان في مرآه فنّا من النكر |
أنحن صحونا لا تصدق فبيننا | مواثيق صغناها من الختل والغدر |
مضيت شمالاً هل ستعرف أنني | سأمضى يميناً كي أضمك بالقهر |
يميني يمين الفتك فاخضع وخلّني | أؤدبك يا روحا يجور ولا يدري |
تراود أطيافٌ من الحسن خاطري | لتحتل ما ملّكت وحدك من صدري |
وإني لأخشى أن يفوزوا ويظفروا | إذا دام هذا الظلم بالصد والهجر |
تعال احم قلبي من جيوش مغيرةٍ | مدرّعة بالحسن واللطف والسحر |
تعال أغثني أو فدعني لكي أرى | عواقب ما يرتاده الحب من أمري |
أباطيل يزجيها خيالي دعابةٌ | لروحي كما يلقى الهشيم على الجمر |
وهزل الهوى جدّ صراح فلا تكن | بهزلك معواناً عليّ مع الدهر |
أأسهر وحدي دامي القلب ثائراً | وأنت من الإدلال بالحسن في سكر |
نعم هذه الدنيا وهذا صنيعها | وقلبك كالدنيا مصوغ من الغدر |
ألم تر أني كلما زرت داركم | خلعت عليها حلة النظر الشزر |
توقعت ما صرنا إليه ومن يجد | كوجدي بكم ترفع له سدف السر |
أراني الهوى ما لا يرى الناس والهوى | يروض مريديه على الفقه في الشر |
كفرتُ بهذا الخلق كفراً مؤبّداً | وهل أبصرَ الإيمان أجمل من كفري |