عهد لمصر من الحياة جديد
عهد لمصر من الحياة جديد | أرأيت شعب النيل كيف يسود |
جمعت قلوب الأمتين على الرضى | ذممٌ لمصر مصونة ٌ وعهود |
عقدت يد الله القوي حيالها | والرسل والملأ العلي شهود |
طرفٌ على كف المسيح يمده | طرفٌ بكف محمدٍ مشدود |
هل تنزع الطرفين من كفيهما | كفٌ تروم حمامها وتريد |
آل المقوقس وهو عهدٌ خالدٌ | يرث الدنى والناس حين تبيد |
ويشيع الأهرام يوم يصيبها | أجل الدهور وأهلها فتميد |
أنتم لمجد النيل ركنٌ قائمٌ | عالي الجوانب للخلود مشيد |
حمت الشموس جلاله وأعزه | من آل رمسيس الملوك الصيد |
تعليه تيجانٌ لهم وأرائكٌ | وتزيد فيه مواكبٌ وجنود |
تمشي العصور الشم بين صفوفها | والأرض ترجف والملوك تحيد |
والشعب يسمع خاشعاً في موقفٍ | يعلو لبنتاؤر فيه نشيد |
فرعون يصغي في مظاهر عزه | والجند حول لوائه محشود |
فيجل شاعره ويكرم قومه | ويعلم الشعراء كيف تجيد |
الملك عالٍ والمواكب فخمة ٌ | وسنا الحضارة واسعٌ ممدود |
والناس شغلٌ والبلاد رعاية ٌ | والعيش مجدٌ والفنون خلود |
والنيل خصبٌ في القرى متدفقٌ | والزرع منه قائمٌ وحصيد |
مصر الخزائن في ولا ية يوسفٍ | والعالمون قوافلٌ ووفود |
تعطي فتحتفل البلاد وتحتفي | أممٌ عليها بالحياة تجود |
أبناء يعقوبٍ حيال عزيزها | يشكون ما جنت الخطوب السود |
يستعطفون أخاً رموه بكيدهم | فإذا المكائد أنعمٌ وسعود |
وضع الصواع ففي الرحال جناية ٌ | يعيي الشوامخ حملها ويؤود |
لا يحمد الملك الكبير أمينه | حتى يرد صواعه المفقود |
تركوا أخاهم فاستبد بشيخهم | همان همٌ صارفٌ وتليد |
يجد الحياة ندية ً أنفاسها | من ريح يوسف والفؤاد كميد |
وأتى القميص فعاد من بعد العمى | بصرٌ له حي الضياء حديد |
جاءوا الكنانة ينظرون فراعهم | ملكٌ ليوسف ما يرام عتيد |
ملأ النواظر والقلوب جلاله | فإذا الجميع على الجباه سجود |
رؤيا العزيز تأولت ومن الرؤى | لذوي البصائر واقعٌ مشهود |
إن الحوادث للرجال تجاربٌ | ومن المصائب ضائرٌ ومفيد |
يشكو الفتى نكد الحياة وربما | خبأ الميامن عيشه المنكود |
يا أمة الانجيل آمنا به | ما بالنبي ولا يسوع جحود |
الدين في أمرٍ ونهيٍ واحدٌ | والله جل جلاله المعبود |
دنيا الممالك لا تحد ودينها | وقفٌ على ديانها محدود |
درج الزمان على المودة بيننا | وأراه ينقص والإخاء يزيد |
ذخر البنين نصون من موروثه | ما صان آباءٌ لنا وجدود |
براً بمصر ومصر أعظم حرمة ً | من أن يضيع رجاؤها المنشود |
إلا يكن مجدٌ أشم وسؤددٌ | فحياة شعبٍ صالحٍ ووجود |
أنرى الممالك كل يومٍ حولنا | تسعى ونحن على الرجاء قعود |
الأمر مشتركٌ ومصر لنا معاً | في العالمين منازلٌ ولحود |
والنيل إن حمل القذى وإذا صفا | فهو الحياة ووردها المورود |
أنخون أنفسنا ونفسد أمرنا | أن قال واشٍ أو أراد حسود |
زعم العدى أنا نعق بلادنا | زعمٌ لعمر الأمتين بعيد |
من كان يحكم أن نعيش أذلة ً | بين الشعوب فحكمه مردود |
لا نعرف اليأس المميت ولا نرى | أن الحياة سبيلها مسدود |
أيهان للأهرام مجدٌ باذخٌ | ويضام تأريخٌ لمصر مجيد |
إن تبك مصر على مؤثل مجدها | فلسوف يرجع عالياً ويعود |