الرئيسية » » و تلاقينا | جمال مرسي

و تلاقينا | جمال مرسي

Written By Unknown on الخميس، 15 أغسطس 2013 | أغسطس 15, 2013

و تلاقينا


..مِـنْ زمــان
..حينما كُنـَّا صِغــارا
..نسبقُ الريحَ ، ونطوي الأرضَ
.لـيــلاً.. ونـهــارا
..في ثيابٍٍ
من سناالضـوءِ
وأحـلامٍ لهـا حجمُ صِبانا
وعيـونٍ.. سـافرت عبر السمـاواتِ
..فعادت
تحملُ الأنجـمَ أهـدابا
..وعادت
تحمـلُ الشمسَ دِثـارا
..حينما جُبنا قُـرىً
كنـَّا رسمناها سوياً
..بقلوبٍ
..في اخضرارِ الريفِ
حين تُهديهِ السحاباتُ الجميلاتُ اخضرارا
لم يكن للوقـتِ سلطانٌ علينـا
..وكـأنـَّا
قد غرسنا في ضـلوعِ الوقتِ نصـلا
..وصلبنـاهُ
..على جذعٍ ، وهِمْنــا
نقطفُ الحُـلمَ جِهــارا
..وكبُرنا
..في عيـونِ النـاسِ
..أجساداً وأفعالاً ـ كما قالوا ـ و لكنْ
..في عيـونِ الحُلمِ
ما زلنــا صِغـــارا
نُمسكُ الظِلَّ
ونجـري
..خلفَ أطيـافِ الفراشاتِ
( التي أعيت خُطانا )
..ثم نستلقي
..على شـاطئِ بحـرٍ
( لونهُ من لونِ عينيكِ )
.. عميقٍ
..يُبحر الرُّبـّانُ فيـهِ
( فوق عمرِ البحرِ عمراً )
..ثُـمَّ يرتـدُّ
ولم يبـْلغْ قــرارا
..كنتُ أبني لكِ قصراً من رمـالٍ
..لونها كالتبـرِ
..من إشعاعِ مغرورٍ تدلّى
فوق وجه الرملِ
..أحلى
من جبينِ الشمسِ نوراً وازدهارا
فاسكنيهِ
أنتِ يا كلَّ مُنايا
ربـَّةُ القصـرِ
فتيهي
بدِّلي ما شئتِ فيهِ من أثاثٍ
بدلي غُـرفـةَ نومٍ
..فاجعليها من عبيرٍ
واجعلي البهـوَ منـارا
..غيـِّري الحُـرَّاسَ
من بابٍ لبابٍ
.. وأْمري كلَّ الوصيفاتِ
.. لكي يُسـرجنَ
ـ من نورِكِ يا عمري ـ
قناديـلَ حياتي
..غيـِّري لحنَ العصافيرِ التي نامت
..على شُباكِ قلبي
بابتهالاتِ العـذارى
***
..كم لعِبنـا في مـروجٍ
سلَّمت للعطرِ( في أنفاسكِ العذراءِ) نفسا
..ولفُـرشـاتِكِ
أجبالاً و وديـاناً و نخـلا
كي تصـوغيها ـ كما تبغينَ ـ لحناً
.. وزهـوراً ، وعطـوراً
وتُحيليها لُجيناً ونُضـارا
.. ثُـمَّ هبَّت
ـ يا ملاكي ـ ريحُهُم
.. تعصفُ بالقلبينِ ، حقداً
.. من لدُنْ من حسدوا الليلَ
.. على بدرٍ
أضـاءَ العمـرَ لم يشكُ الدياجي
كي يكونَ الأُنسَ في ليلِ السهارى
فافترقنا
كلُّ قلبٍ في طريقٍ
وشربنا كأسَ هجرٍ
أضرمَ الوجدانَ نارا
.. حِقبةٌ من عمرنا مرَّت
ولا ندري مداها
.. كلُّ ما ندريهِ عنها
أنها موتٌ بطئٌ
خلفَ قلبينـا توارى
.. أنها حلمٌ مريعٌ
كم تمنينا ـ لكي ننساهُ ـ موتاً
أو فِرارا
***
وتلاقينا
كأنَّ الميْت يصحو.. يا ملاكي
.. فاسكبي ثلجاً علي رأسي
.. لكي أشْعرَ
.. أنِّي لستُ في أضغاثِ حلمٍ
..و اجعليني
ألمسُ الشَّعرَ
وأجني زهرةَ الخدِّ
وأروي عطشَ العمرِ
من العينينِ و الثغرِ مِـرارا
.. ابسُمي كي تضحكَ الدنيا
.. وتأتي
بعد أن ولَّت ـ بما فيها من الأفراحِ ـ
معْ محبوبها الفجرِ
وخلَّتنا حيـارى
.. غرِّدي كي يرجعَ الشدوُ
لعصفورِ الكناري
بعد أن كاد الجوى يُفنيهِ حزناً
و وجيباً و انهيـارا
***
.. يا لقلبي
إنهُ أنتِ أخيراً
.. إنهُ وجهكِ
.. لم تعبثْ بِهِِ كفُّ الليالي
مثلما خطَّـت بوجهي
.. إنّـهُ نفسُ السنا.. قـد
زادهُ العمرُ وقـارا
ليتني أسطيعُ أن أقطفَ أزهارَ الروابي
ليتني أسطيعُ ـ مثل الأمسِ ـ
أن أجني الثمارا
.. رُبَّمـا أسطيعُ ، لكن
.. خشيةُ اللهِ بقلبي
.. وصِغارٌ
.. وشذا حبٍّ طفوليٍّ برئٍ
.. كلها قامت ، فشادت
بيننا سدّاً منيعاً
وجِـدارا

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads