الغريب
يا قاسيَ البعد كيف تبتعدُ | اني غريبُ الديارِ منفردُ |
إن خانني اليومُ فيك قلت غداً، | وأين مني ومن لقاك غدُ |
إنّ غداً هوةٌ لناظرها | تكاد فيها الظنون ترتعدُ |
أطل في عمقِها أسائلها | أفيك أخفى خيالَهْ الأبدُ |
ألامس الجرحَ ما الذي صنعتْ | به شفاهٌ رحيمةٌ ويدُ |
ملء ضلوعي لظى واعجبُهُ | اني بهذا اللهبِ ابتردُ |
يا تاركي حيث كان مجلسنا | وحيث غنَّاك قلبيَ الغرِدُ |
أرنو إلى الناس في جموعِهم | أشقتهمُ الحادثاتُ أم سعدوا |
تفرقوا أم بها احتشدوا | وغوَّروا هابطين أم صعدوا |
اني غريبٌ تعال يا سكني | فليس لي في زحامِهم أحَدُ |