يرى من ستور الغيب حتى كأنما
يرى من ستور الغيب حتى كأنما | يطالع في سفرٍ جليل المراقم |
له خاطرٌ يقظان ليس بنائم | يجيش بأصداف اللآلي الكرائم |
صقيلٌ كخد الصبح سمحٌ كنوره | نقيٌّ كصوب العارض المتراكم |
وروحٌ كأن الكون منفرط رحبها | بها قطرةٌ في زاخرٍ متلاطم |
ولحظٌ كأن البرق ريش سهامه | يضيء حواشي كل أغبر قاتم |
ولفظ كضوء الشمس في مثل سيرها | يسح بفيض العقل سح الغمائم |
كأن رياضاً في مثاني حروفه | أرجن بأنفاس الثغور البواسم |
يحمل خفاق النسيم حديثه | ويركبه ظهر الرياح الهواجم |
فتجريه في أنواف كل خميلةٍ | وتنشده بين الربى والمخارم |
وتلقيه أنداءً على الزهر سحرةً | وتوحيه سجعاً في صدور الحمائم |
ونرسله في الجو صرخة آيسٍ | يجاوبها قصف الرعود الغواشم |
وتطلعه فجراً على الناس واضحا | يريم سبيل الحق بادي المعالم |
وما الشعر إلّا صرخة طال حبسها | يرن صداها في القلو الكواتم |
يرقرق أنداء العزاء على الأسى | ويضرم طوراً خامدات العزائم |
فيا روضة الحب التي طلها ندي ال | جمال ووشاها بنور المباسم |
دعيني أنشق في ظلالك عرفه | فإن حياتي ملؤه للخياشيم |
وإن شفائي عبرةٌ لو هرقتها | ولكن جفني كالبطون العقائم |
فإن لم يغثن اللَه فيك بسجعة | شقيت بجمات العيون الظوالم |
وفي الشعر للمفؤود سلوى وأنه | ليغنيه عن صوب الدموع السواجم |