امزق وثائق امام تمساح
اقف لاستمع الى منشدات زقورة اندثرت
:
ثغرة اندفع منها الى اجدادي .
ماذا يربطني بهم , ماذا يشدني اليهم ؟
لاشيء. ربما الاسف او منتصف هذه
الليلة
حيث ينتظر زورق في قاع بحر
وفيه رجل صامت , مسحور بثيران مجنحة
تطير في راسه , وجهه من شقين يصطفقان
امام افعى
فتبتعد .
***
اعطيت مفتاح
مياه نقية الى اعمى
مندفعا نحو
نعيب بومة في حقل
ظننتها اختي
.
لايعرف
الاعمى مايفعل بالمفتاح
ظل يصيح-
ماذا افعل بالمفتاح ,
ماذا افعل
بالمفتاح ؟
كنت ابتعدت
نحو منتصف حياتي
نسيته وانا
امشي في غابة .
***
ياحياتي ,
ترتقين مرتفعات تتفاداها غيوم
تتفاداها
اصوات اصدقائي في سجن .
لا مرحى بمن
باعوا جداول وابار بلادي
هناك وحش في
غرفة لامرئية
يلتهم ضاحية
بعد اخرى بين تصفيق راجمين .
اتركوني
اركل زلزالا في الداخل اسمه هذياني
اتركوني
الاحق في ازقة عقلي اعصارا مشؤوما
نهب عطورابي , اساطير اجدادي
اتركوني
انتزع من صراخهم حياتي .
***
سنحت فرصة
لاستعيد معنوياتي :
سبحت في
المياه الملوثة لنهر التيمز
وكان شكسبير
رفيقي.
خلفنا
مصرفيون يلوحون بخناجر .
تعافيت من
ديون كاذبة
واعدت كتابة
تاريخ الانهار في عالم صغير كهذا .
***
لن تحميك
اكوام الذهب ولا زهرة الزنبق
اوالسوسن
او الدفلى
او النرجس
ولاحتى
الزهرة الاولى او الاخيرة ,
فانت محاط
بقتلة من دورعبادة
حاملين
حقائب معباة بقنابل وبافيون .
لن تحميك
ابرة الراعي , كف الاسد
حشيشة القمر
, نبات الصبار
انت يامن
اختفيت بين البردي والقصب
روجت وعوداعن
الجمال
وطيورالنحام.
***
اتحمل عبء
ماضي , انا الانطوائي
تعلمت ذلك
من شجرة سرو تبعتني من جبل
الى جبل .
تركت
عناويني تحت عجلات قاطرة سريعة
وخرجت من
مدينة متتبعا قطعة من سماء
***
اخيرا اصل
الى جزيرة ايامي واراها طحالب
اجلس لاكتب
رسالة الى الله
راجيا ان
يدافع عن رحيق الازهار
وغبار
لقاحاتها ,
ثم التقي
ذئابا في اعالي ذاكرتي
اتمرغ بينها
واسمع عواءها
بين شراييني
***
ها انت في
معتقل لانك غنيت
عند جسر
وبين قوارب .
في افريقيا
وفي الفيليبين
ملايين
النحل دارت حولك , تعودت عليها
لم تضايق اي
غوريلا
مسرورا
تجولت في موطن قرود
بين جانبي
جدول
عدت الى
مدينتك , غنيت
فوضعوك في
محمية للبشر , يزورها سياح اجانب
واغنياء , ولم تكف عن الغناء .
***
ولدت في حديقة حيوانات , اخبروني
لذا اداعب مياها مالحة
وافرش حبي للجهات كلها
الشوارع , الطرقات , الدروب
مسممة بصفحات كتب قديمة , ادوس عليها وامضي
في هواء طلق لاشتري طعاما لتمساح
يسكن خلف بيتي
امامه , في كل مرة , امزق وثائق
بينما اسمع نحيب امهات من مقبرة قريبة .
***
كوني فرحي ايتها الارض
وليس دوي طبول من مراقد فارغة , مزججة .
الاوائل انذروني ان لا احب
فمفاصلي ضعيفة ,
لكن ليس لي سوى هذا الحب , حب قليل
تحت سماء , انا المغرور
وفوق ارض تنصت لوقع اقدامي .
ب. ,