بثلاث خطوات قبلها
أن تمنحنى جنونا مبكراً
قبل الأربعين
الذى حددته
وقت موتى
جنونا لايحفظ نصف القمر الذى
تقاسمناه ذات ليلة
متبلاً بالحليب والدقيق
ليخفى أسرار أناس
يألفون الحجرات الجليديه
لأنه ظل واقفا
هناك دائماً
يرقبنا
ياأ يها الرجل السعيد
الذى يغادربيته فى الصباح
دون عناق لزوجته
يغرق فى مسامات الطرق / السجائر /
الكتب /
الأصدقاء /
والعشيقات
ويعود ليلقى بجثته
على سرير معبق
برائحة
المتنبى
من أين اخترعت أياماً هانئة لى ؟
وقلبى لا تدفئه فرحة
لاستقبال المواسم
لا أرى زرقة السماء
شمساً مبهجة
شجراً أخضر
يحمل رائحة كما
للياسمين
هل تابعتنى ؟
وأنا أخمش رائحة المستشفيات
لأذكر أظافرى
التى احترفت إذابة وجهى
أنهم لايستحقون
سوف يبقون لحظات لإفاقتى
ثم يغادرونى جميعهم
لحجرات تهمى وحدتها فوقى
غير مشفقة علىّ
من وحدتى وفزعى !
ها أنا مهدرة
بين ألسنة تتلقفنى
تُثنى على بهاء ثوبى
ومساحيقى التى تبقى ابتسامتى
معلقة على شفتىّ
وتنكر علىّ
أنى أقرأ كتبى سراً
وأحنط مواعيد صديقاتى
فى ذاكرتى لأعوام
لاأراهن
وأبقى مفتوحة العينين ليلاً
أُخبئ أذن طفلى بيدى
وأطارد أشباحه التى
يخشى أن يمدد ساقيه
فتسرقهما !
بماذا أحتمى إلاّ بصمتى ؟
وأنا أشهد خواء جنتينا
ليس بهما من ورق
يخفى عوراتنا
وأنت تجاهر بالتفاف السنديانات حولك
تلك انتصاراتك
تحكيها لأصدقائك على المقهى
وتبكيها كهزائم أمامى
تلعق كفى
تستحثنى أن أمحُوها
من رأسك الذكورى
فتملأ ثقوب روحك ببكائها وترانى امرأةً
تخنق أيامها بالأ صفر الباهت
تطارد غبار المدن الذى دسته
بقلبك
وتقول أحبك
وتردك
وأنك حارق فى ابتعادك
وتردك
ربما أريدك لى
دون غى سندياناتك وخزيها
فأكسونى حراشف نخلة
تعرفها الريح
تتقن حروف صمتها
محض نخلة يستهويها العراء
وتجن إذ تقربك
إذ تباعد عنك
تجن وحدها
