الرئيسية » » وظلَّ عالياً | موسى حوامدة

وظلَّ عالياً | موسى حوامدة

Written By غير معرف on الاثنين، 13 مايو 2013 | مايو 13, 2013


                                             وظلَّ عالياً

                                                                                                                 * الى محمد علي شمس الدين









البيت

لم يزلْ كما كان
شاهداً على الخيبة
وفارغاً من احتفال يتيم
بطرد العتمة.

الباب

لم يُفتحْ منذ مات جدي
ليس لأنه أخفى المفتاحْ
أو أمرنا بذالك
و لكن لأننا لم نجد مكاناً مناسباً
لمقبرة العائلة.






نوافذ

مطليةٌ بالأزرق
منذ رسب أخي الأكبر في الثانوية
كان ذلك عام 1967
عندما طلينا النوافذَ بلأزرقْ
تحسباً للغارات
فدخلتْ علينا الدباباتُ
من الأبواب.


الحوش

يتسعُ لأحباب كثيرين
يتسع لأصدقاء كثيرين
لكنهمْ غادروا جميعاً
و ظلَّ موحشاً.


أُمّة

قَبْلَ العثور على الجثة
احتشد سربٌ من الذباب
لسماع موسيقى الدم
ومشاركة الديدان
حفلَ الاستقبال...





موسيقى

الليلةَ لم يصدر عزف من القرية
لا ناي
لا يرغولَ
أو شبابة
وَحدها الحشرات
كانتْ تعزفُ على جثثِ المهزومين.


أبي

ظلَّ صامتاً
ربما كان يفكر
كيفَ سيقنع أمي برجولته
بعد أن سَلَّمَ بندقيته الوحيدة
للشاحنة العسكرية.


ثورة

المختار
كان يحثُ الناس على الثورة
فرصةٌ مناسبة
لتحسين صورة المخاتير
بعد أن رَفَعَ الرجالُ الراياتِ البيضاء!






طائرة العدو

ألقتْ بشيء فوقنا
أخفينا رؤوسنا
و تركنا أجسادنا كيْ تتناثر،
...
لم ينفجرْ شيء
يبدو أن القنابلَ غالية الثمن!


(معركة)

المعركة التي استشهد فيها ابن خالتي
كانت متكافئةً جداً
(جيش الدفاع) بكامل عدته
وابن خالتي وَحْدَه
في الجبهة المقابلة!


صورة

لم ننهزم عام 67
تراجعنا قليلاً
ليظهر عدوُنا على حقيقته!


مرحباً

الشارع الوحيد في البلدة





ضاقَ حتى لا يمر المحتلون
قلوبنا واسعة
فأهلاً وسهلاً!


صلاة

أمي
لم تصلي تلك الليلة
ربما أدركت
أن (الله ... ) لم يكم بريئاً!


خنادق

خندق الدبابة
الذي حُفر قُبيلَ المعركة
حَوَّله الأولاد
إلى مكان للبغاءْ!


المئذنة

الشيء الوحيد،
الذي ظل عالياً
بينما طأطأتْ رأسها
حتى السماء!






حكمة

قال جارُنا
لا تخافوا من اليهود
إنهم جبناء
لن يفعلوا شيئاً
سوى احتلال الضفة الغربية!


نجدة!

أين العرب؟
صرخ أعمى البلدة
فرد عليه الإمام:
قل "أين المسلمون"
أيها الملحد!



                                                                                                    5/1/1999م
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads