الرئيسية » » ماذا لو.... أحياناً؟ | طلال حمّاد

ماذا لو.... أحياناً؟ | طلال حمّاد

Written By غير معرف on الاثنين، 13 مايو 2013 | مايو 13, 2013


ماذا لو.... أحياناً؟


أحياناً.. لا تَجِدُ اليعسوبَةُ ما تأكُلُهُ فَتُمَوِّهُ مَوْتَها جوعاً لِتَخْدَعَ بالمَوْتِ      ضَحاياها.
                 والزرافَةُ ما تَنْحَني منْ أجْلِهِ فتَصْنَعُ ما تَصْنَعُهُ النَعامَةُ
                 فَيَحْسَبُها الناظِرُ جَذْلانة.
                 ورائِدُ الفَضاءِ ما يَحْمِلُهُ عَلى الإفْراطِ في السَعادَةِ أوِ القَفْزِ
                 بالمِظَلّة. 

 أحياناً.. يَذْكُرٌ الجُنْدِيُّ أنّهُ نَسِيَ دَفْتَرَ مُذَكّراتِهِ في خَنْدَقٍ يَسْتَوْلي عَلَيْهِ    
           الأعْداءُ فَيَعودُ لِيُحْضِرَهُ مَرْفوعَ اليَدَيْن.
           ويُخْطِئُ الباحِثُ عَنْ مُتْعَتِهِ في مُراقَبَةِ تَحَوّلات الطَبيعَةِ خِلْسَةً  
           مَوْقِعَهُ وَخِلْسَةً تَفْتَحُ الطَبيعَةُ فَمَها لتَضْحَكَ لَهُ فَيَسْقُطَ فيه.
           ويُفْسِدُ العَطّارُ ما لَمْ يُفْسِدْهُ الدَهْرُ بِحُجَّةِ أنَّهُ سَيُصْلِحُهُ فَيُخْطِئُهُ
           وَيَطْرُدَهُ الدَهْرُ مِنْ وَظيفَتِهِ لِيَبْحَثَ عَمّنْ يُصْلِحَه.     
           وَيُضيعُ المَلاّحُ في لَحْظَةِ نَشْوَةٍ بِقُرْبِ الوُصولِ بَوْصَلَتَهُ فَيُمْعِنُ    
           في الإبْحارِ إلى حَيْثُ تَشاءُ الريحُ وَلا يَشاءُ فَيَرْمي بِنَفْسِهِ في    اليَمِّ بِدونِ قارِبِ نَجاة.    
  
أحياناً.. أحياناً.. أحياناً..

أحياناً.. ماذا لو يَحْدُثُ هذا لأدْرِكَ أنِّيَ أخْطَأتُ الحِكْمَةَ والجُغْرافيا
           أمّا الحِكْمَةَ فَلِأنِّيَ صَدَّقْتُ بِأنّ كيمياءَ الروحِ يُمْكِنُ أنْ يَقْرَأها
           الدارِسُ فيزياءً للشِعْرِ والشِعْرُ حُرٌّ طَليقٌ لا تَحْكُمُهُ أنْظِمَةٌ ولا
           تَضْبِطُهُ قَواعِدٌ وَلَوْ أتْقَنَ التَدْريبِ على الفُنونِ جَميعَها وَتَمَرّدَ
           كالعادَةِ لكن عَلى المُخْرِجِ في هذه المَرّةِ وَأمّا الجُغرافْيا فَلأنِّيَ
           كُنْتُ أكْثَرَ مَيْلاً للتاريخِ فَلَرُبَّما يُنْصِفَني يَوْماً لَوْ ألْقِيَ القَبْضُ
           عَلَيَّ في مَتْحَفٍ للآثارِ مُهْمَلٍ مُنْذُ قُرونٍ أبْحَثُ فيهِ عَنْ سِرٍّ لمْ
            يَعْثُرْ عَلَيْهِ أحَد لكنّني أشْعُرُ باحْتِمالِ وُجودِهِ بَيْنَ العِظامِ أوِ
            الأحْجار؟
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads