الرئيسية » » تباً لهم | بسام حجار

تباً لهم | بسام حجار

Written By غير معرف on الاثنين، 13 مايو 2013 | مايو 13, 2013


تباً لهم

ما الذي يتعبك؟ ليس الارق. بل الاحتفال الليلي لزواحفي وحيواناتي. لم اكن اعتقد ان الليل كبير وموحش بهذه الطريقة. النافذة تعتم. ولا احد. اعني لا حشرة. لا صوت. أعني الصمت الذي يرتب مناخاً لما هو أكثر من الضجر. اكثر من قياس المسافة بين الجدران. بين غرفة النوم وردهة الجلوس والمطبخ. لكن النافذة هنا لا تفضي الى اي مكان. الى مصباح رصاصتي. والى ليل فاحم. على الحائط “الافكار الواضحة” لماغريت (غيمة مستوحشة على صورة صخرة عابثة على صورة غيمة، وفضاء نيلي). كنت تحسب ان كل شيء يتبدل الا النوافذ، هي في كل مكان، مصفاة الضوء الغازي. الثقب الذي تتلصص منه على الصقيع الذي اصبح في الاثناءّ عالماً! بل العالم نفسه. الليل لزواحف وحيوانات الروح، وللوحة ماغريت. حفنة سكائر. حفنة كؤوس والرأس يصحو ـ اعني الأفكار ـ السكاكين التي تحز من الصدغ الى الصدغ. اعني، وانت تعرف، اعني البكاء الصعب الذي، كالمنبهات يجعلك من الحائط الى الحائط، تنسى النافذة وتدهشك الزواحف التي تدب في اوصالك. والمعدن الذي يطرق فيك. الماء، كثير من الماء. القهوة. كثير من القهوة. والاحساس انك الأجوف من داخل. انابيب معقدة تنقل الأصداء البعيدة لطرق موجع. انابيب وانفاق لحيوانات الدم. للوساوس التي في الليل، ترسب في السائل المغبش لعينيك الحمراوين. تعرف؟ المضحك انك بين الحائط والحائط تصنع مدى لروحك. تعرف ذلك من الرائحة، من الانكسار. من الرغبة في ان تتجنب النافذة كل هذا الوقت. ليس الخارج. بعد النافذة بقليل. القعر الثاني للزجاج. وبين صفحة الزجاج وقعره الثاني. انعكاسات الاضواء القليلة. سماكة العتم الذي يدخل، يتسرب الى الداخل. تضيء لكي ترى نفسك لكي لا يذيبك الظلام بطحينه ومائه.
تطفئ. هل تخاف رؤية هذا الجسد السائل؟ هل تخاف؟ تعرف إنك لو أدخلت ابرة في الحائط تقتل النائم في الجوار. انك لو أثرت نفساً، ولو متهدجاً، أحالك البواب الى تأنيب مجلس المدينة. والنفايات. في آخر الليل تفكر في النفايات. وما كان ينبغي ان تنجزه في الصباح. الساعة هنا. لكن التوقيت صعب.

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads