الرئيسية » » أفول | عبد الكريم عبد المقصود

أفول | عبد الكريم عبد المقصود

Written By غير معرف on الخميس، 16 مايو 2013 | مايو 16, 2013


أفول


الشاعران عبد الكريم عبد المقصود وشعبان يوسف
إنها الأربعونْ
تنطفي الجمراتُ
ويشتعلُ الموتُ في العيونْ.
إنها الأربعونْ
يستقر إلى حفرةٍ
أو إلى ملتقى حائطينْ
’قيَّدتْه خيوطُ العناكبِ في حائطيه
قيَّدتْه السنونْ‘
يستقرُّ إلى سكراتِ الرسالةِ
أو سقطاتِ الأفولْ
’قيَّدتْه
علومُ الجنونْ‘.
إنها الأربعونْ
في "الجزيرةِ" يُلقي مفاتيحَ حفرتِه
في الرمالِ يبعثرُ آياتِه
وينقِّبُ عن هالةٍ
أو رسولْ
’إنها
صحراء الظنونْ.‘
* * *
’كانتِ القاهرةْ
ثرثراتٍ ومقهًى ونرجيلةً
كانتِ القاهرةْ
حكماءَ يعبُّون ما يتيسرُ من بيرةٍ
يمتطون الكلامْ
ويدكُّون حصنَ الحصونْ.‘
ربما القاهرةْ
مثلما يزعمُ العبدُ
لكنها، في الحقيقة أيضا، عجوزٌ
لها نكهةُ الأزليِّ
ورائحةُ الأمهاتْ.
ربما القاهرةْ
مثلما يزعمُ العبدُ
لكنها "القاهرةْ"
ربما
يزعم العبدُ
في الصحراءْ
تحت وطء الحنينْ.
* * *
حفرةٌ وعيالٌ
وعبدٌ غريبْ
يتعزَّى بعدِّ الذباب وعدِّ الرمادْ
يتراخى كعاصمةٍ تحتضرْ
أو شموسٍ تغيبْ
’إنها الأربعونْ
للوراءْ
لا تعود السنونْ‘.
ربما يجلس العبد في زمرة الحكماء يعبُّ الهواءَ الزريَّ يعبُّ الحروبَ الزريةَ يرضعُ أمَّ المعاركِ عاصفةَ الصحراءِ ويلتذُّ بالحسرات يعبُّ الكلامَ الزريَّ الشرابَ الزريَّ يعدُّ الصبايا الجميلاتِ يندسُّ بين جدائلهن وفي آخر الليل يأوي إلى حفرة ويدلِّلُ فئرانَه.
بالضرورةِ
يبصرُ عُرْيَ المدينةِ
يعرف فحوى دجاها ويدرك فتنة أدرانها
يتعلَّمُ لهجةَ بهجتِها
ويلينْ
’إنها الأربعون
للوراء
لا تعود السنون‘.

أبريل 1995

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads