الرئيسية » » آلية عمل الملاك | عبد المقصود عبد الكريم

آلية عمل الملاك | عبد المقصود عبد الكريم

Written By غير معرف on الخميس، 16 مايو 2013 | مايو 16, 2013



آلية عمل الملاك 


أحيانًا حين ينتابُه الضجَرُ، يفكِّرُ فى أشياءَ غريبةٍ،
يُفكِّرُ مثلا فى ملاكِ الموتِ،
ليس فى ملاكِ الموتِ نفسِه لكنْ فى الآليةِ التى يعملُ بها
يُفكِّرُ: لابد أنه عملٌ روتينىٌّ جدًّا، وبعدَ كلِّ هذه القرونِ من الخبرة، لابدَّ أنه سهلٌ حدَّ المللْ،
بطرقٍ متماثلةٍ يقتنصُ ملايينَ الأرواحِ المتماثلةْ.

ليس هذا ما يفكِّرُ فيه بالضبط
لكنه يفكِّرُ فى ارتباكِ هذا الملاكِ الخبيرِ أمامَ الشَّاعرِ والطاغيةْ.

(لابدَّ أنَّ أصدقاءَه من الشعراءِ سينصرفون عن القراءةِ هنا- ويتمتمون "صار هذا الشاعرُ خَرِفًا حقًّا، كيف يجمعُ بين الشاعرِ والطاغيةِ بهذه الواوِ اللعينة؟")

يحاولُ أن ينتهِى من التفكيرِ فى الطاغيةِ أولا؛
وظيفةُ هذا الملاكِ الخبيرِ اقتناصُ الأرواحِ، لكنَّه حين يأتِى إلى الطاغيةِ لا يجدُ شيئًا، يحتارُ: "هذا الطاغيةُ عاش عقودًا بلا روحٍ، بم أعودُ اليوم؟"

يحتارُ وفى النهايةِ يقتنص أى شىء ويشكِّلُه على هيئةِ روحٍ كيلا يعود خالى الوفاضِ كما يقولُ العرب.

لكنَّ حيرتَه الكبرى تتجلَّى أمامَ الشَّاعرِ
حيث لا يجدُ إلا روحًا تبتكرُ الحياة
روحًا يحيا بها الآخرون
ولا يعرفُ ماذا يقتنصُ بالضبط،
لا يعرفُ
من يموتُ حين يقتنص الملاك روح الشاعر؟
من يموت؟

* * *

مرةً أخرى ينتابُه الضجرُ، هذا الصباحَ، ليكتشفَ أنه يفكِّرُ فى أشياءَ غريبةٍ:
بعد أنْ يقتنصَ الملاكُ روحَ الشَّاعرِ، إلى أين يمضِى بها؟
لابدَّ أنه يحتارُ طويلا وربَّما لا يصلُ إلى قرار
كانتْ حياتُه ملتبسةً تمامًا
وكلماتُه
إلى أين يمضِى الملاكُ بها
ربما يمينًا، ربما يسارًا، ربما يتركُها حيث ينتفى اليمينُ واليسارُ، ربما يفتِّشُ عن موضعٍ لم يتوفرْ بعد.

بعد أن يقتنصَ الملاكُ روحَ الشَّاعرِ،
إلى أين يمضى؟

5/ 9/ 2012


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads