الرئيسية » » بئران | عبد المقصود عبد الكريم

بئران | عبد المقصود عبد الكريم

Written By هشام الصباحي on الاثنين، 20 مايو 2013 | مايو 20, 2013


بئران



فى اللحظةِ عينِها أو فى لحظةٍ ما، حيثُ لا يدركُ العبدُ مغزى الزمنِ، اكتشفَ العبدُ أميرةً حقيقيةً فى البئرِ المجاورة، وكما فى حكايات الجنيات، وقع العبدُ فى حب الأميرةِ لأسبابٍ لا تخفَى على أحدْ
والغريبُ أنَّ الأميرةَ، رغم أنها أميرةٌ بجسدٍ حقيقى (اكتشفتْه مؤخَّرًا)، وقعتْ لأسبابٍ ملتبسةٍ فى حب العبدِ، ولأنها أميرةٌ أمرَتِ العبدَ بالخروجِ من بئرِه فخرجَ، وصاحَ حين رأى أنها لا تزال هناك:
"يا أميرةُ أنا هنا،       
يا أميرةُ أنا هنا، هنا."
ولأنه، رغم كل شىء، عبد وهى أميرة ما كان له أنْ يسألَها عن سر مكوثِها فى البئرِ (ربما تداعبُ فئرانَها الصغيرةَ كما كان يحلو للعبدِ أحيانًا)، وبالطبْعِ ما كان له أنْ يطلبَ منها الخروجَ، فهو فى الخلاصةِ عبدٌ وهى أميرةٌ. ولأنها أميرةٌ وهو عبدٌ أطلَّتْ برأسِها، وضعتْ فى إصبعِه خاتمًا وبإيماءةٍ منها وضع فى إصبعها خاتمًا فأرسلتْ له قبلةً فى الهواء وأمرتْه أنْ يعسْكرَ على حافةِ البئرِ إلى أن ترى فى أمرِه شيئًا آخرَ، ربما استغرقَ ساعةً أو دهرًا (ما الزمنُ على أى حال؟). ولأنها أميرة وهو ليس إلا عبدًا عاشقًا، يقيمُ على حافةِ البئْرِ منذ شهورٍ طويلةٍ، وربما ينتظر سنواتٍ وسنواتٍ (مرة أخرى ما الشهورُ وما السنواتُ حين يعشقُ العبدُ الأميرةَ أو حين يحتارُ فى مغزى الزمن؟).

تعليق 1:
قد يظنُّ العامةُ، وحتى بعضُ الحكماءِ، أنَّ بئرَ الأميرةِ قصرٌ مسحورٌ، أو تشبهُ قصرًا مسحورًا، لكنها، حقًّا، بئرٌ عاديةٌ، وإن شئْتَ قلْتَ إنها جحر يعجُّ بكل صنوفِ المؤرقاتِ، وهنا قد يتسرعُ البعض ويقولُ إنَّ الأميرةَ تتمتَّعُ بميولٍ اشتراكيةٍ، وهنا لا ينفِى العبدُ ولا يؤكدُ، لكنه يقول إنَّ هذا الرأْىَ يشبهُ الحكمَ على شخصٍ بأنَّ له ميولا اشتراكيةً لأنَّ قلبَه فى القفْصِ الصدرى، وليس فى فراغ مجازى، يميل إلى اليسار قليلا مثل قلب العبد.

تعليق 2:
التقى العبدُ والأميرة فى زمن
للأميرةِ زمن
وللعبدِ زمن
ربما تشابهَ الزمنان
ربما كانا توءمين،
لكنْ
فى النهاية يسودُ زمنُ الأميرةِ لأسبابٍ لا علاقةَ لها بالزمن.
(مرة أخيرة، ما الزمن؟)

14/ 12/ 2010

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads