الرئيسية » » أغنية شعبية من الجنة المفقودة | ميلاد زكريا

أغنية شعبية من الجنة المفقودة | ميلاد زكريا

Written By غير معرف on السبت، 11 مايو 2013 | مايو 11, 2013



فتحنا قلوبنا علي أقصي اتساعها
فتحنا عيوننا علي أقصي اتساعها
نزعنا أبوابنا وشبابيكنا
وضعنا أشجارا ووردا وماء
علي عتبات بيوتنا
استأجرنا عازف بيانو
ليغني دوما فوق سطوح منازلنا
وانتظرنا أن يأتي الحب

وضعنا شباكا وخطاطيف حول سور المدينة
لعلنا نصطاد الغرام
حين تقذفه رياح الصيف إلينا
استهلكنا أطناناً من القهوة
كي نبقي ساهرين
لعل الحب يخاف النور
ربما يأتي الحب ليلا فيجدنا نائمين
قتلنا كل النساء
لعل الحب لا تروقه وجوههن
وقلنا : لا بأس
سيأتي الحب بالنساء اللائقات به
تعلمنا تنهيدات العشاق
وتدربنا علي الخجل الذي يليق بالعشاق
وسرنا إلى جوار النيل في ضوء القمر
لعل الحب يهبط علينا

أخبرنا قلوبنا كيف تنبض بصوت عال
وأخبرنا عيوننا كيف تكون النظرة الولهانة
قرأنا الروايات الغرامية
وسمعنا الأغنيات الغرامية



وعرفنا كيف ترتعش أيادينا عندما تلمسها المحبة
وعرفنا كيف نشم رائحة المحبة عندما تأتي
وكيف نضع المحبة علي أطراف ألسنتنا ونذوق عسلها

جلسنا في المقاهي
وحدقنا في كل شيء يمر أمامنا
ربما يعبر الحب متخفيا في ثياب الباعة الجائلين
ربما لا نسمع صوت غنائه بين ضجيج السيارات
ربما لا نرى لون عيونه في زحام كرنفالات الفتارين
كلما رأينا شحاذا منحناه نقودنا
واشترينا المناديل الورقية من كل فتاة صغيرة صادفناها
قد يكون الحب متخفيا بين هؤلاء

أنصتنا جيدا... فربما يأتي الحب في رنين التليفون
ربما يتحدث إلينا الحب من بلاده البعيدة
خفنا علي أنفسنا من قذارة العالم
فارتدينا جلالبيب سوداء
وأحرقنا جميع ملابسنا الملونة
حتي لا نبدو ملوثين
فيرفض الحب أن يأخذنا في أحضانه
وارتدينا قفازات لنحافظ علي طهارة أيادينا
وارتدينا نظارات من الرصاص
حتي لا نرى إلا المحبة
ووضعنا كمامات علي أنوفنا
حتي لا نشم عطور البشر
وروائح العالم الفاسد
أغلقنا أفواهنا بالصمغ
حتي لا نتحدث إلا للحب

قلنا ربما يخاف الحب من البرد
فأحرقنا نصف الأرض لتكون الحياة دافئة
وقلنا ربما يخاف الحب من الشمس
فصنعنا للدنيا مظلة هائلة
وقلنا ربما يري الحب أعدادنا كبيرة
وربما لا يكفينا
فتقاتلنا
بالسكاكين
وبالسم
وبالنار
ووضعنا المشانق في كل مكان
حتي مات نصفنا
أرسلنا مبعوثين للكشف عن المحبة
في أجساد الأولياء والقديسين
وفي المناجم القديمة
وأرسلنا غواصين لالتقاطه من قاع البحار
غربلنا تراب الأرض
ربما نجد جوهرة المحبة

تهنا بين البشر
سرنا في زحام الموالد منتبهين
وفي عربات المترو
ومدن الملاهي
وحفلات الزفاف
والجنازات
والمراكز التجارية
ودور السينما
ربما يلمسنا الحب مصادفة وسط هذه المهرجانات


سبع سنوات كاملة.. أو يزيد
ونحن نجري وراء طيف الغرام
ولما تعبنا.. وتهرأت أحذيتنا.. ونحلت أجسادنا
صنعنا بحيرة كبيرة من الزجاج المكسور
ووقفنا في وسطها حفاة
بعد أن ربطنا أقدامنا بالجنازير
وفتحنا شراييننا
حتي نزفنا كل دمائنا
وقلنا إن الحب سيدخل أجسامنا
من فتحات الشرايين..


وهكذا..
أصبح كل شيء مهيأ لاستقبال الهوى..
فلماذا لم يأت ؟!


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads