المقهى في الزاوية. يكفي أن يحرِّك قدميه قليلاً حتى يصل.
تقدَّم خطوة ووقف. السماء صافية والنجوم
عذبة إلى درجة أنها لا تنظر إليه،
وفي الساحة لا شيء، فقط عشبة صغيرة في شقّ حجر
وقف يتأمل ورقها الخجول
ومشى، متأكدًا أنها لا تعرف حتى اسمه.
شيء كالصراخ يدخل أذنيه
ورغم أنه يعرف أن الإسفلت ليس ضلعًا بشريًا
رفع قدمه.
ثم ضحك
ضحك كثيرًا حتى جرت أنهارٌ من عينيه
فيها ظلال أشجار وأسماك وبيوت
وعجائز ينقلون كراسيهم إلى الشمس أمام الباب،
ضحك حتى غابت قدمه وغاب الإسفلت
وصدى "صباح الخير"
من آخر الخارجين من المقهى.