مقـــــــهى القـــــديــــس
"*مقهى القديس"
في ركن مهمل كأيامي
استعدت بريق أسنانها الشامت بقبعات الصيف
خصلات شعرها المتمردة ترقص على إيقاع
ريح حقودة تباغت غليان منتصف "يوليو التونسي"
كانت على عجل أمام مبنى في شارع "*2الحبيب بورقيبة"
تزور زينتها للمرة الأخيرة قبل صعود أعلى بناية
في المصعد الإلكتروني لم يكن ثمة غيرها
في الطابق الأول:تتخلص من رقابة ظله السمج
في الطابق الثاني:تخلع ذكرياته من مسام جسدها الطري
مع العرق الذي ينز بغزارة غريزية إلى الأسفل .
في الطابق الثالث:هي الآن منزوعة الذكريات بلا أقنعة
تنظر في مرآة المصعد الفضية في غرور "أنا الآن لي "
في الطابق الرابع و الخامس:لم يحدث ما يعكر صفوها المستعاد
غير أن هاتفها الخلوي ظل صامتا محايدا كنبات بري
في الطابق السادس:هناك في الأعلى أعلى البناية
هي الآن تغير نظرتها للعالم التحتيّ.
بينما كنت أنا أمشي متثاقلا على الرصيف
أمام نزل "الهناء الدولي" نحو مقهى *2الكون
كان ثمة بلور في داخلي يتشظى متناثرا
على جنبات الشارع الرئيس
وحدها الأشجار كانت تفهم صمتي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*1مقهى القديس أو مقهى الطاهر مقهى كان يرتاده الشاعر بالعاصمة التونسية
2* شارع الحبيب بورقيبة أهم شارع في تونس العاصمة سمي يإسم الزعيم الحبيب بورقيبة تخليدا له وهذا الشارع أصبح له رمزية كبيرة بعد ثورة 17 ديسمبر 2011 حيث كان الشارع الذي وحد كل التوانسة يوم 14 جانفي 2011 يوم سقوط أعتى ديكتاتورية عربية الديكتاتورية النوفمبرية .
*3 مقهى الكون مقهى بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة التونسية كان يرتاده الشاعر.
