الرئيسية » » مجرّةُ النّهايات | شريف رزق

مجرّةُ النّهايات | شريف رزق

Written By غير معرف on الأحد، 14 أبريل 2013 | أبريل 14, 2013


مجرّةُ النّهايات
صدرت الطبعة الأولى في يناير 1999









 

خُذْهاَ ولا تَخَفْ





أنتَ أيُها المتمدَّدُ الذّاهِلُ، في بُحيرتِكَ الساَّكنةِ تْهـذي ،
فلا يصفُ هديرَكَ إلاَّ جنونُكَ المفَاجيءُ ، أنَتَ الَّــذي
تتكسَّرُ في أناةٍ ، سَادِرٌ في غِيَّكَ ، كأنَّكَ في عرشِـكَ
الملكيِّ حدَّادٌ ، تنهضُ مِثلَ دريئــةٍ ، رُحْ أيُّها الهَادِرُ
المتوَّجُ في خَرَابِ الدَّولةِ ، وَانْس الهزائمَ كُلَّها ولا تنسَ
رَأسَكَ ، أيُّها الذَّاهبُ ، خُذْها مَعــــكَ ، وَاحـفظِ
الأعشَاشَ المنثورةَ فيها ، حتَّى لا تطيرَ. أنتَ أيُّــها
الراحلُ الهائجُ ، في هجومِكَ الأعمى ، تسوقُ عـائَلةَ
الضَّبابِ ، تقولُ عن الشَّمسِ:هذهِ فجيعتي ، رأسُــكَ
نافورةٌ ، خُذِ الهياكلَ كُلَّها ، خُذْها وراءَكَ ، مَزِّقِ الهواءَ
بهديرِكَ النُحاسيِّ.بظُفْــرِكَ المعدنيِّ حُكَّ الصَّــهيِلَ
، أيُّها الرَّاكضُ ، في ساحةِ موتِكَ ، وَحْدَكَ ، يا مُشْتَعِلَ




السَّاقينِ ، في حقلِ الضَّبابِ ، أرفعُ صوبَكَ يُمْناى ، خُذْها ولا تخَفْ ، أنتَ يا قاتلِي ، يا حبيبِي ، بِغِيِّك ، تعالَ أنا جنونُكَ ، جَنْبِي ، لِنَسْرِقَ الرُّؤيا ، أطرافُكَ اشتعلتْ ، لنلحَقَ الجُثَّةَ يا حبيبِي ، ونجرف الدّولةَ في عُهْرِهَا الوطني ، ونضحكَ في غبارِ الانهياراتِ ، نسحب الموتَ ونركُضُ في الأعالي ، سأُريكَ أعْشاشَ السِّباعِ ، أعطيكَ مَرْمري ، وأحملُكَ على حِصانِي الأزرقِ ، يا حبيبي ، وأضرِبُهُ علي فَخذِهِ هكذا ، هكذا ، وأنت تضحكُ ، حتَّى يندفعَ الحِصَانُ ، رُحْ وئيدًا ، وئيدًا ، في الهدمِ هذا ، رُحْ يا حبيبِي ولا ترحمْ ، أنا في ضلوعِكَ ، فاحْترِسْ بي ، وَاحْذَرْ لئلا تُوقعَنِي في الصَّهيلِ ، أيُّهَا الجامحُ – أنا وعائلتكَ المختارَةَ – ارْتعْ ولا تأمَنْ ، يا حبيبي ، ياشَرِيفْ
...


 

أنا الذِي ضاجعتُ أُنثي الشَّياطين




] ش [


رأسي : رأسُ نَخْلَةٍ ، تشتعِلُ في دمَائِي ، رأسي : شُعْلَةٌ
مِنْ جحيمٍ ، رَأسي : يا مدينةً شَاغَرَةً تستقيءُ السَّماءَ ،
رَأسِي : أيُّها الخَرَابُ الُمبَجَّلُ ، يا فارعٌ في فضاءِ النِّهاياتِ
، إلى متى ستبقى هذه العاصفَةُ الأنيقةُ التي تتلظَّى ،
في ربوعكَ ؟ ، إلى متى هذه المغامرةُ المستجيشَةُ ، وَأنتَ
تعلو ، في غُبَارٍ ، كُلُّ قذيفة تَبتغيكَ ، أيُّها الموصَدُ ، وأنتَ
تَهذِي ، كُلَّما ارْتكبتْكَ عاصفةٌ ترومُ ، وأنتَ تستدعي ،
ألا تَهوي ؟ ، نظرتُكَ – مَرَّةً – تقذف عينيك في عَرَاءٍ
، وتمضي ، على مَهَلٍ ، هُنَاكَ : تنزَّهت العواصفُ التي
اخترقتْ فَرَاغَ عينيكَ ، في ربوعِكَ ، فبصقْتَهَا في




جحيم ، يمضي ، فأسَّستَ الصَّواعقَ ، في الأعالي . مَاذَا
سيفعلُ جِسْمُكَ الَّذِي يتلوَّى – بدونِكَ – في الرِّمَالِ ؟ ،
وحتَّى متى ، سيبقى ارْتحالُكَ ، أيُّها الطَّاغِي ؟ ، رَأسِي :
أيُّها الخَرَابُ المحلِّقُ ، يا طالعٌ في فَضَاءِ الجنَازاتِ ، رأسِي :
أيُّها الحائمُ ، في الدَّياجيرِ ، كأنَّكَ أرجوحةُ الفَنَاءِ ، رَأسِي




] ر [


الآن يُمكنُكَ يا حبيبي  أنْ تقرأ كُلَّ المراثي على هذهِ القيامة ،
فاَرْفَعْ عاليًا هذا الكتابَ ، وَصَوِّحْ ، على رِسْلِكَ أيُّها السَّيِّدُ ،
وَاسْكُبْ أحْشَاءَكَ على جَمْهَرَاتِ الخرائبِ ، حتَّى تُصبِحَ
أنْتَ مأواكَ أنْتَ ، واَسْحَب الْهواءَ المتجرِّدَ النافقَ ،
 



خَلْفَ مقطورِتكَ المملؤة بالكَوابيس الَّتي تعوي ، إلى أنْ
تعودَ الأعاصيرُ إلي رُشْدِها ، ولا تنمْ أيُّها الحوذيُّ ، في
هذِه الليلة المباركة ، ازْجَرْ حِصَانَكَ ، الذِي يسْتدرِجُ
النّومَ فيستْدرِجهُ ، حتَّى يغيبَ ، وَقِفْ علي هذِه البُقعةِ
، واستدعِ الغرائزَ، الليلةَ ، مِنْ أعشاشِها ، وَارْقُبْ
...




] ي [


لماذا تُريدنِي أنْ أقْتفيكَ ؟ ، يا لخطوِتكَ اللئيمةِ ! ، أنْتَ
تعرفُ أكثر مِنْ غيرِكَ ، لا شَكَّ ، هذا ، فلماذا ، إذاً ،
تتحيَّنُ الهزائمَ ؟ ، انْظُرْ أيُّها العنيدُ المستديمُ ، إلى متى
تتجّوَلُ في ضلوعكَ الجنائزُ ؟ ، أيُّها الموغِلُ في ماءِ
النِّهاياتِ ، حتَّى متى يتصحَّرُكَ الجحيمُ ؟ تمهَّلْ ، ولا
تتوغَّلْ فِي كوابيسِ المؤامراتِ ، ريثما يتجشَّأ الموتُ
رُقعةَ الكوابيسِ ، فَنَسحَبُها للانقصافِ معاً ، أنا وأنتَ
، هكذا ، وهيَ تمضي خَلْفَنَا ، موهومةً بلذَّةَ الانتحار ،
 وأنتَ تَسْحَقُ بنعليكَ شهوةَ الجنادبِ ، إذاً ننتظرُ يا
 شرِيفُ ، سَتَأخُذُنِي – بحيواناتِي وَأدغَالِي وطميِي –
 إلى غيمةٍ ، تفتحُ نهديها ، علي هديرِنا، سنصرخُ خلفَ




ذيولِ الدّيَناصوراتِ. انْتَظِرْ يا شَرِيفُ ، تربص
مَعِي ، وتحسَّسْ مِطَواتَكَ التي كَصَبَاحٍ في بنطلونٍ
، لا تندفِعْ ، وَتَمهَّلْ معي يا شَرِيفُ  ...




] ف         [        


عَبّأَتُنِي في جُثَّةٍ ، وجِئْتُكَ مُستْجيرًا ، مَاذَا أرى ؟ ، أهذا
كُلُّ شَيءٍ ؟ ، سَاهمٌ في فَضَاءٍ زَاخِرٍ بالنِّهاياتِ – وأنْتَ
لا تدري – أو لعلَّكَ تدري – بالكلابِ الَّتي ترتفعُ في رأسِكَ 
الشَّاغرِ ، هَلْ أنتَ مِتَّ وَعَلَّقْتَ عينيكَ على هذِهِ
النِّهاياتِِِ؟ ، أتُراكَ مَتَّ وأنْتَ لا تدرِي ؟ ، سَاهِمٌ كأنَّكَ
تمثالُكَ الأقصى ، جئْتُكَ يا حبيبي ، أنتَ الَّذِي ضَاجعتَ
أنثى الشَّياطين ، لن أُمهلَكَ الليلةِ ، ها هُنَا ، أكثر ، هَلْ
ستخدعُنِي ؟ على أيَّةِ حال لمْ يَعُدْ هُناكَ مُحْتَمَلٌ ،
الكُلُّ ولَّى ، حتَّى العواصفُ الَّتي احْتفلَتْكَ وَلَّتْ ،






 وَالزَّلازلُ الَّتي كانت تتخاصُر في الهاويات السَّحيقةِ ،
وترتجّ ، زاعقةً فتُبعثر شَعْرَ الشَّياطينِ ، كَفَّتْ عن شظاياها
، الَّتِي كانتْ تتدافعُ في شرودِكَ ، عاقداً ذراعيكً على صدرِكَ
، هكذا ، كما أنتَ ، سأقبضُ روحكَ الآنَ ، انْتهى
الوقتُ الأخيرْ  ...


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads