عبير سليمان
" أكثرهنّ غناء "
كان مَنْوَرُ المطبخ ساعي بريد الجيران ,
" أكثرهنّ غناء "
كان مَنْوَرُ المطبخ ساعي بريد الجيران ,
ينقلُ رائحة الصواني الغافية في أفران أمهاتنا,
رنينَ الصحون و الأواني,
أصواتَ الصبايا :
-" يا بنت اطلعي نشرب شاي "
- " يا روحي انزلي شوفي الفستان
"..
دارت قصصنا والأسرار على غفلة
من الزمان.
و كنّا أسراب نحلٍ؛
نطير من بستان إلى بستان؛
نغزل رحيق الصبا بسنارة بالضحك
إلى أن
يسيل العسل من شرفات المنازل..
بيتُ أهلي واحدٌ من أربع شقق لَمَّها طابقُ
السماء؛
أربع طبقات لذلك البناء,
أربع بناتٍ لكل عائلة !
كنتُ أقلّهن حُسناً
و أكثرهن غناء ..