الرئيسية » » ما تظنّه اليوم حبّاً | عبير نصر

ما تظنّه اليوم حبّاً | عبير نصر

Written By هشام الصباحي on الجمعة، 15 يوليو 2016 | يوليو 15, 2016

ما تظنّه اليوم حبّاً
كان
ألماً في قلبٍ آخر

***
في الحب تشعر أن العالم أكثر كآبة مما ينبغي، تقرر أنّ على الجسد أن يزأر كلبوةٍ تدافع عن صغارها لا أن يتثاءب كقطٍ مدلّل ناعس، وتفرض على اللغة أن تغدو شاعراً صعلوكاً جائعاً لا نبيلاً مكتفياً في بلاط الأمراء... هكذا العالم بالحبّ يصبح أكثر قابلية للتصديق...

***
بلا حبّ ستغدو شيئاً لا يُذكر...
كيتيمٍ 
نسي شكل والديه منبوذ في ملجأ بارد

***
في الحبّ تشعر كلّ شيء يمرّ كطيفٍ من حولك، كأنْ مثلاً قطارٌ يتجاوزك دائماً لأن قدميك مقعدٌ لا يملّ الانتظار، وأنّ يديك صندوقُ بريد لا يتلقى الرسائل كأنك أحد سواك، وأن قلبك شجرةٌ قلعت الطيورُ جذورَها وغادرت إلى غير رجعة، تحسّ رغم كل هذا أنّ العالمَ كذبةٌ كبرى وأنت الحقيقة الوحيدة فيها...

***
عندما تكون عاشقاً... 
يذوب العالم في فمك كقطعة سكر
تسري الحلاوةُ في عروقك 
كنملةٍ
تحملُ قطعةً من الفرح أكبر من حجمها بكثير...

***
الحب ليس لعبةَ جسدٍ بجسد، الحبّ يشبه محكوماً بالإعدام يطلب في الدقيقة المتبقية من حياته سيجارةً بدل التماس الرحمة، يدخنها بلذة شديدة ليقتل الزمن الفاصل بينه وبين الموت، فقط لأنه يؤمن أنّ شيئاً منه لن ينجو سوى سعادته الأخيرة التي ستحوّم فوق قبره كشاهدة أبدية...

***
كلّ قُبلة تغدو لقاء عابراً جميلاً
كرواية خفيفة الظلّ
لا يعوّل عليها...

***
في الحب تشعر أنّ كل شيء يُحزنك بلا سبب، لأنك تدرك أن الأشياء الجميلة تختفي قبل أن تحدث، وأنك بلا جدوى كفراشة مهشّمة الجناحين تستنجدُ سماءً عاصفة، وأنك بلا تأثير كسيدة فاتنة عمياء لا تعرف قيمة جمالها، في الحبّ فقط تصبح قريباً من الوهم أكثر، ومن الحياة......

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads