من
لديهم ذكريات دافئة
وحدك
تحب ظل فتاة
قدر الله عدم صنعها لك
وأبقى كتابها عنده
فى السماء ،
وحين تلقى عليك الشمس
تحية الصباح مطمئنة
تأتى بظل فتاتك معها إلى الأرض
فتفرح
وتمسك بيده ،
تتحسس ملامحها
- تمرر أصابعك بارتعاشة المرة الأولى
إلى عينيها -
تريح يدك على صدرها
وتقرأ فيما بين شفتيها
لغة محفوظة بقدم ميلادك ،
ثم تدعوها / ظلها
لرقصة معك
على محارة
تدور
وتدور
وتدور
،
تصنع آلاف الحلقات
مثل بحار أدمن غناء عرائس البحر
واهما أنها لن تخرج
وعندما تهم الشمس بالغروب
تفزع
وتحضر الحبال
تدق فى ظلها
ألف .. ألف .. مسمار
لكنها رغما
تخفت .. وتخفت
***
وتبقى أنت والبحر
تحوط آثار أقدامها
بالشباك
وتشيد عندها مذبحا
فوق قطعة من الصخر المشمس
تلقى بقطرة من دمك
تحلم
بأن يتصاعد بخارها
إلى السماء ... ينادى عليها
يمنحها ما لم تمنح
تحلم بأن تعود
ترفرف كطائر بكر
من أجلك وحدك
وكأنها خلقت من طينك و حدك
****
وتبقى أنت والبحر
- كم يفتقد موطنه -
تشاهد النجوم كل يوم
تأتى وتذهب
تقلب الذكريات فى ساحة قلبك
و تشعل فى ليلك الحنين،
لتعود
أنت للبحر
تبوح إليه
وحين ينظر فى عينيك مشفقا
فالتكشف له عن صدرك ويراه بأم عينيه
عموديا تماما على حواصل طير الجنة ،
فمن لديهم ذكريات
دافئة
ربما حتى لم يعشوها
سيظل الليل فى شتائهم للأبد
بردا وسلاما ،
تكاد فى أيديهم تدب
أجنحة
حاتم
الجوهرى