الرئيسية » » قبل الخروج | أحمد فرحات

قبل الخروج | أحمد فرحات

Written By هشام الصباحي on الأحد، 14 يونيو 2015 | يونيو 14, 2015

قبل الخروج :
الجسد يضمحل تدريجيا إلى درجة رؤية الأشياء ضخمة
أين أنا ؟ 
هذا كله لا يخصني، حتى لو كان الأمر يسوء
أعتذر
الذاكرة :
مِلحٌ في الوعي
أشعر بالاستعمال، ثمة من يستخدم حواسي للتعرف علي وعلى نفسه
ثمة ثالث
أوجه القصور كثيرة، المخرب كثير، الفوضى خلاقة حين يخرج من كل شيء باقٍ شبحٌ
يدخن معي ليالٍ ، ثم يغادر بلا سبب كما جاء بلا سبب غير أنني مررت من هناك ذات يوم أو مر ومروا
من هنا
اللقاء :
وضعتُ على الطاولة، الساعة، علبة السجائر المعدنية، قداحة فرنسية، سدادات للأذن، ورق البفرة، السعوط، مدونة صغيرة، آلة حادة كانت معلقة في رقبتي، أزلت شعر جسدي كله وضعته على الطاولة، تم تسجيل صوتي، حدقت في السقف فترة كافية، أُخذت مني عينات من الدم، البول، النظرات
تقيأتُ كسِلعة
تمارين لغوية بدعوى أن الكتابة تمارين، والأمر تجسسٌ
تحليل مفردات السباب، عينة من النظريات أيضاً، الأمر مقعد، ما تبريرك الآن؟، كيف ترى نفسك وأنت عارٍ ؟، اكتب ما تعرفه عن ....
أسمع هتافات، هل تردد الجدران هتافات؟، أين أنا؟
" بالله، باللعنة، بالشيطان
تكلمي، تكلمي " من صرير مذياع، رغم أن الغرفة خالية
بيضاء، بلا شيء، ولا شيء
الكون أبيض، بلا شيء، ولا شيء
اللاشيء أبيض تماماً
فبكاني اللقاء
الإذن :
شياطيني كلها تحررت
أسراري بدت على جسدي
أكاذيبي الآن حقائق محاصرة في الباطن
أحتاج توقيعا في هذا السجل، حتى أسمع وأرى، وأتكلم
المطهر :
أنسنةُ المجرّد
ثلاث ساعات ونصف من القيادة على الطريق الزراعي
( واقفٌ بجوار عامود إنارة أَحَدٍ، في شارعٍ خال، بلا سماء
بلا امتداد سوى بقعة الضوء
في انتظار حافلة، أي حافلة تلك التي تأتي هنا ؟)
مساحة التأويل محصورة بيني وبين رفاق كانوا يلملموني من الشوارع وأنا أتطهر
في أمس أسود عالق بدمنهور
الدمية :
تركوها معي
رقيقةً مثل دميةٍ تركوها معي
تريدين الهرب بدعوى أنني طفلٌ قاسٍ
فتفتح وتغمضُ عينيها، تقول كلمة واحدة " ماما "
قاسيةٌ مثل دمية
الكلب الضال :
أنبح الطرقات وهي تمر
الثابت والمتحرك مجرد رائحة تذكرني كيف جاءوا كلهم، وكيف رحلوا
أعدو وراء الطرقات
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads