الرئيسية » » ضَرِيحْ | شعر السمّاح عبد الله

ضَرِيحْ | شعر السمّاح عبد الله

Written By Unknown on الاثنين، 6 أبريل 2015 | أبريل 06, 2015

ضَرِيحْ
شعر السمّاح عبد الله
ماتت امرأةُ الفرحِ العصبيّْ
انزوتْ مرّةً في زوايا المقاهي لكي تستحمَّ من السلطةِ العائليةِ
تمسك طبشورة وتشخبطُ فوق الزجاجِ المغبشِ شيئا خفيّْ
جرّبَتِ أن تخون المواقيت والشارعَ المتوتِرَ والفندقَ الأعجمِيّْ
فاستعاضت عن الوجد بالأرق المتوارثِ
رتَّبتِ البحرَ كي يتسنى لها أن تعدّ أصابعها وتعاين مطرحها
وهي تفرشُ وردَ الغناء العصيّْ
شبّهت شعرها بالينابيعِ وانتظرت عاشقا صادِيا
شبّهته بطفلٍ يحاول أن يتسلقَ حتى حدود الينابيعِ
يغرفُ شربَتهُ ليرطِّبَ بعضَ فؤادٍ ظميّْ .
إنه رجلٌ لا تدلّ عليه المقاهي
وليس يرد الطيور التي غلقتْ في ملابسه
تتلمسُ حصتها من حنينٍ ورِيّْ
أو يُنَفِّضُ هذا الغبار الذي نثرَتْه القوافل
وهو يعاينها في كتاب أبي الفرجِ الأصفهانيِّ
ترحل في البيد ضاربةً بين حيٍّ وحيّْ
يعبر الشارع المتوترَ
يحمل جثةَ سيّدةٍ خبّأتْ مرةً قُبلةً
منحنها له حين ضمهما المصعدُ الكهربيّْ
يتمشى ولا يتعجّل قاطِرةَ الليلِ لكنه خائِفٌ وعييّْ
إنها تتذكر في موتها خجلا يشبه الحلمَ
دسّتْه في معطف البردِ من سنتين لبعض عشيقٍ جريحْ
تابعوهْ
أيّ دربٍ سيسلكه ؟
أيّ شاهدةٍ ستُعَلّقُ فوق الضريحْ ؟ .
يناير 1992
من ديوان مديح العالية


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads