الرئيسية » » الخرافةُ أشهى النهاياتِ | مهدي منصور

الخرافةُ أشهى النهاياتِ | مهدي منصور

Written By كتاب الشعر on السبت، 6 ديسمبر 2014 | ديسمبر 06, 2014

   الخرافةُ أشهى النهايات

ثقيلٌ على جسدي الآن هذا الضبابُ الخفيفُ...
لعلّي ،يا غجريّة، أنزعُ عني الهواءَ قليلاً، كما يخلعُ الله قمصانَ غربتهِ عن رؤى الأنبياءِ
الخرافةُ أشهى النهاياتِ، فانكسري مثلاً كإناءِ من الضوء...
أو أسكني صدفاً كان كفَّ حبيبٍ تحجّرَ حين تفكّرَ في خلقهِ... ثم قال:
"لماذا خُلقتُ؟ ويا حبذا لو تشكّلتُ من حجرٍ... كان حُلمي إذنْ أن أكونَ...
وذنبي، وإن كان كسر زجاج الحقيقةِ، ذنبٌ عفيفُ...

                                        ***
ثقيلٌ على جسدي الآن هذا الضبابُ الخفيفُ...
وصوتي الذي بيديهِ يرجُّ المكانَ، يخلّطُ ألوانَ عمري
فلا أفهمُ شيئاً سوى أنّ كوناً تدحرجَ عن كتفيْ طفلةٍ وهي ترقصُ
حتى تناهى إليّ النزيفُ...
محاطاً بهذا الفراغِ الخرافيّ أكتبُ:
عيناكِ: أغنيةُ الأبدية حين يداهمها الحزن
كفّاك: طوق النجاةِ الأخير
خُطاكِ إلى غيرما جهةٍ في الأنين: الخريفُ...
على أيّ أرضٍ أصلّي لأجلكِ أيتها المستحيلة كالأرض...
من أيّ حزنٍ أطلّ على غمضِ جفنيكِ في عالمٍ/ من شواهقِ أحلامهِ أن تحنّ عليه الحتوفُ..
وهذا الصدى المتلاطمُ كالموجِ فوق سواحلِ روحي يهشّم كلّ ملائكة الماء والرملِ...
والقصائدُ كانت مكتّفةً في حضوركِ حتى إذا رنّ خلخالُ خطوك فوق رمال المدى
دنّستها الحروفُ...

***
ثقيلٌ على جسدي الآن هذا الضبابُ الخفيفُ...
وأنت بلا وطنٍ تبحثينَ عن الله... والله يبحثُ عن وطنٍ في شرايين قلبك..
والشعر يحملني مثل قنديل أمي ويبحثُ عن أيّ شيءٍ
ويخبرني عن سماءٍ أضاعت مفاتيحها مرّةً واستحالتْ جداراً
وعن شاعرٍ كان ينفذ كالصوت من بينها...
ويقول لي الشعرُ: أنثى بلا وطنٍ لا تخافُ إذا لم تكن وطناً يا صديقي..
بل تموتُ اختناقاً إذا أمعنَتْ بالرحيلْ...
                                ***
لماذا، وأنت المدينةُ، لم تتركي شالٍ ضوءٍ على عنقٍ في الشوارعِ..
لم تتركي مدخلاً للحكاية لو تحت إبط الجدارِ
ولم تتركي في خراب معانيّ تفّاحةً من تراب الجليلْ...
    (صوت آخر)
"......." أقول الإسمَ لا كي أقنع الصبّار أنّ الشوك أنعم من حرير الوردِ أحياناً..
ولا كي أحرج الأسماء..
أو كي تستفيق على الكلام فراشةٌ بلهاء..
أو لأقول للأطيارِ إن الصوت أعلى..
والمدينةِ أنها في عصرها الذهبي..
بل لأقول للموت الذي في جيبه الموتى ولائحة الذين سيرحلون:
تأنّ.. ثمةَ من يحاولُ ان يغازلها أخيراً..
كنْ ولو في وصفها الموتَ الجميلْ...
                                        ***
"......"..
...
...
تلهّى الشعرُ بالمعنى
وغادرني...
فعذراً يا كتابةُ..
...
سوفَ أمضي ما تبقى من دمٍ رهن الغيابْ
وأعود أكتبُ سيرة أخرى وأحترف الإيابْ
عمّا قليلْ...
م.م

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads