الرئيسية » » في محاولات الارتجال | حازم رعد

في محاولات الارتجال | حازم رعد

Written By كتاب الشعر on السبت، 6 ديسمبر 2014 | ديسمبر 06, 2014

عوداً على بدءٍ ربوبي الاستعارة والمنحنى، سنلمس اللاهوت من حيث لا ندري، ستلتوي المسامات مساماً إثر شفقٍ يعلن المساء ربيعياً في وضح الزمهرير، في شارعٍ خلفيٍّ في ضاحية الأغنياء سنغني المجون، ستصرخين عرقاً، ستطرحينني أرضاً دون أن أرضى، رخصاً من قلب الرقي تستوحينه لمن لا يهوى الرخيصات، ويشتاق فجورهن. استعيري الألوهة اليوم، فالحرب قائمة، والأذان صدوحٌ، والله لا يملك وقتاً جانبياً يخصصه للزفير بلا انتظام.
سنصير ورماً في محافلهم، سنمارس الإيحاء في الرقصة الأولى، ولن نخبأ ما افتعلت أجسادنا علناً عن الحضور، سندعوهم للانبهار، سندعوهم لتقدير ما نفعل بعد أن ندعوه فناً، لنا إطلاق صفة الفن على ما شئنا من رذائلنا، وعلى الجميع احترام مختبراتنا، وإن لم يتفقوا معنا على مضامينها على الإطلاق. فلنصدر بياناً بحركةٍ تدعو إلى الفحشاء تمرداً على كل شيء، حتى على الجنس والفراش وأفعال الطفولة. فلندعو إلى الفحشاء في قاعات الرقص والمطاعم الفاخرة والحانات التي يثمنون الكأس فيها بالكلى لا بالنقود، ولتهجر غرف الدعارة وبيوتها، حولوها إلى مساكن للمهجرين قسراً عن منازلهم، أو حولوها إلى مقرات للجمعيات الإغاثية المتسلقة على ظهورنا، ولا تحولوها لصالونات رقص اللهم إلا إذا ما رغبتموها بيوت دعارةٍ كما كانت تماماً.
للشبق أحكام المجون، وللشبق أحكام الحياة، وللشبق أحكام عرس ثيران في ملقة ذات شتاءٍ خريفي، وللشبق أحكام صخور ساجدات غفل عنها المسلمون ولم يغفل عنها آلهة ما بعد الحداثة. سيكون شبقاً، ستثور عاطفةً وشغفاً، وسيكتب الإنجيل أن “في البدء كان الكلمة”، في البدء كان الأقحوان وكانت كاتبات الشهوة يتغزلن بقدراته على إبراز الفحولة، وكان الفحل يمرغ أنوفهن بالخراء. في البدء كان اليانسون ولمسة من النبل على شفاه قل أن رأت لها مثيلاً. ثم كلمة، ثم سممت المحافظة القطط. نعم. رمت لقطط المدينة سماً في حاوياتها أجمعين، وتسمم بعض المشردين، وضحك الفحل، وبكت من تثور عاطفةً ومعنىً، وسلخت جلده ثم غطست الفحل بالملح حتى بكى ملحاً سال على وجنتيه فعاده الألم ألماً. سنحرق الموتى وسنضحك الباقين في وجه الحروب، سنضحك العته الذي إن استشرى عاث فينا جنوناً، وارتياباً، وعاث في الفحل الحياة، وعاث في محافلهم فساداً.
وستسألينني أن هل سُعدت؟ وسأرد بأن نعم، وسأسألك عما ترغبين به الآن، ولن تجيبي، ولن تقبليني، ولن تذهبي كما دراما العروبة التي ترى في مساكنتنا ذات يومٍ مرضاً يجب حله وإلا انتشر في مجتمعنا عوز المناعة المكتسب، وأعدينا الجميع بمتلازمة لا أملك فك رموزها حتى اليوم. لا أستطيع أن أستحضر إلا خيالاً واحداً، تخلعين معطفك الثمين حقاً، لا ابتذالاً، تلقينه أرضاً في شارع خلفي في ضاحية الأغنياء، وعوداً على بدءٍ ربوبي الاستعارة، والمنحنى…



التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads