الرئيسية » » أودّ لو أبكي من الأحداث. | أنسي الحاج

أودّ لو أبكي من الأحداث. | أنسي الحاج

Written By هشام الصباحي on الثلاثاء، 9 ديسمبر 2014 | ديسمبر 09, 2014


أودّ لو أبكي من الأحداث.
من الضحالة من النفاق.
أودّ لو أبكي من الأحداث. حيثما كان. كدنا نبتهج لأنّ العالم بات، كما قيل، قرية واحدة. ليته لم يصر. ليت وسائط الإعلام لم تتطوّر فلا نعرف ولا نرى المجازر أينما كان والدم إلى الركب في سوريا والعراق ولست أدري أين في كلّ مكان.
والأمبراطوريّات المستقلّة، كما سمّاها مارسيل غانم، في باب التبانة وبعل محسن والضاحية الجنوبيّة والطريق الجديدة وعرسال والقاع ومزارع القاع ووطى المصيطبة وتلك القرية المشرئبّة التي يرفض أهلها هدم الأبنية المخالفة.
أودّ لو أبكي وأخجل من عينَيّ.
ما الذي جعلنا ننحلّ إلى هذا الدرك؟
ما الذي هلهل العالم والبشر؟
أهي عدوى انحلال باراك أوباما أم طلائع العولمة تبدأ عاطلة ثم تتحسّن؟
ليته كان هناك قارعة طريق عظيمة تشرف على الجماعة فأذرف دمعي عليهم كدلوٍ ينكبّ على الناس أجمعين، السائرين كالغنم إلى أعمالهم واللاهثين نحو الشاشة يتفرّجون عبرها على انقراضهم.
«ليالٍ بلا نوم» يجب أن يصبح عنوان البشريّة.
سئمتُ عرعرة الحافلات وزمجرة الدراجات الناريّة، والسائقين المستعجلين الذين يدهسون السريلنكيّات والحبشيّات على الطرقات لأنّهم لم يميّزوهنّ من الليل.
سئمتُ تأكيدات المسؤولين أنّه لولا سهر الأجهزة لما بقي لبنان. وهل لبنان طيّارة ورق حتّى نهلع عليها من الهواء؟
سئمت رؤية الشاطئ ملوّثاً بالمجارير أو المجارير ملوّثة بالشاطئ.
سئمت شرب مائنا وأنا لا أدري أيّ مكروبٌ أشرب.
سئمت التطاحن بتسابق السيارات.
سئمت الليل.
سئمت جسدي.
سئمت كتبي.
وطقوسي جميعاً وسأمي.
والماضي والحاضر وأخاف المستقبل.
وأودّ لو أبكي وأعجز عن البكاء.
وأودّ لو أهرب وأعجز عن الهرب.

السبت 26 تشرين الاول 2013

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads