الرئيسية » » منضدة صغيرة مقشرة الحواف | أمجد ريان

منضدة صغيرة مقشرة الحواف | أمجد ريان

Written By كتاب الشعر on السبت، 20 ديسمبر 2014 | ديسمبر 20, 2014


منضدة صغيرة مقشرة الحواف

..
الهموم تحيط بى من كل ناحية ، وأنا أصبحت محترفاً فى مقاومة الهموم ، أقاومها بكل جهدى ، وأنا أدرك أنه لافائدة من مقاومتها ، أسجل خواطرى فى كل وقت ، أسجل خواطرى داخل عقلى ، وأنا جالس على المنضدة الصغيرة أتناول الإفطار ، أسجل خواطرى وأنا أتفرج على هذا الفستان الذى يطير فى السماء ، أسجل خواطرى ثم أدور بعينى لأتابع السور الطويل ولا أعلم أين ينتهى ؟ رائحة المطابخ تصل لى وأنا هنا فى مكانى ، النساء قد حزمن المرايل على أجسادهن ، ووقفن يخرطن البصل والبقدونس ، والرجال يعودون فى مثل هذا الوقت وقد أذلهم الجوع فيهجمون على المطابخ وعلى اللحم الطرى ، والإنسان نصف المحطم أوجعته التجارب ، وعرف البؤس فى كل الأوقات ، عرف البؤس وهو يضع الملابس على جسده ، عرف البؤس وهو يمشى مسرعاً أمام واجهات العمارات المتجهمة ، الهموم تنحرف به إلى حيث لايريد ، الهموم تلاحقه وهو يسرق هذه النظرة البارقة للنهدين البضين يحنوان على بعضيهما ، الهموم تحاصره فى الجلسة العائلية الحميمة . لايوجد شكل أخير ولا يوجد استقرار أخير ، والحياة مبعثرة ، وصديقتى تدعونى للمشى تحت الشارع التجارى ، أمام الناصية الملامسة العابرة ، والأشياء التى تسقط ، الأفكار التى تسقط ، ويدى تمر على الأبواب ، تمس الأكَرَ النحاسية والأكر الفضية ، يدى الحزينة ترفع القط لأضمه ، والقلب مشبع بالإشفاق ، بالإشفاق العارم ، الإشفاق إلى ما لانهاية ، الإشفاق على الناس يتلاشى ليولد من جديد ، الإشفاق على الثقافة وعلى الجمال ، وعلى النور والظلام . وتستمر قدمى فى الحركة تحت وطأة الكهرباء العصبية ، ومن جديد أذهب بكل ما أحمله من الهموم ، لأجلس فى حديقة النقابة ، وأطلب فنجان القهوة نفسَه .
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads