الرئيسية » » حيَوَاتٌ مَفْقُودَةٌ (4) | شريف رزق

حيَوَاتٌ مَفْقُودَةٌ (4) | شريف رزق

Written By هشام الصباحي on السبت، 20 ديسمبر 2014 | ديسمبر 20, 2014

حَيَوَاتٌ مَفْقُودَةٌ (4)

I

كأنَّني أنظُرُ في المِرْآةِ
كأنَّني أُتابعُ فيلمًا لا ينتهِي
أراني، في كُلِّ أحْدَاثِهِ ، بمَعْزِلٍ عَنِّي .
II
المَرْأةُ الَّتي وَضَعَتْهُ في أحْضَانِهَا
تَضُمُّنِي أنَا
III
لمْ يَعُدْ في المَقْهَى سِوَاهُ في الثَّانيَةِ صَبَاحًا
وَكُنْتُ أنتظِرُ الصَّبَاحَ على عتبَةِ المَقْهَى وَحِيدًا
تأمَّلَ أوْرَاقًا
وَأطْرَقَ
طَوَى الجَريدَةَ
مَضَى في سكونٍ
لِمَاذَا تبِعْتُهُ في الشَّارعِ المُمْطرِ هَكَذَا
؟ ، وَلمَاذَا عُدْتُ منْ دُونِي
بمُفْرَدِي
كأنَّنِي عَائدٌ منْ الجَحِيمْ
؟
IV
المُرَجَّحُ أنَّني لسْتُ إطلاقًا في شَرِيفٍ ، وَرُبَّمَا كُنْتُ في زَاويَةٍ مَا منْهُ يومًا ؛ وَلِهَذَا أتبدَّى أحْيَانًا في نصوصِهِ ، وَلكنَّنِي بالتَّأكيدِ لم أعُدْ فيْهِ حَاليًا ، أنَا مِثلُهُمْ أعْرِفُهُ ، وَلكنَّني لسْتُ فيمَا يعرفونَهُ ، هُو نفسُهُ لايَرَانِي ، وَيسْتهلكُهُ آخرٌ منْ أشْبَاهِي ؛ الَّذينَ لمْ يعودُوا منْ الجَحِيْمِ ، وَارَحْمَتَاهُ لِشَرِيْفٍ !
V
هَذَا الَّذي - مُنْذُ عَشْرِ دَقائِقَ - يَسِيْرُ بجَانِبِي
منْ شَارعٍ إلى شَارعٍ
لمْ أكُنْ أدْرِكُ أنَّهُ شَرِيْفٌ
كَانَ يُجَاورُني بهدوءٍ ، كأنَّهُ الطَّيْفُ ،
أوْ كأنَّهُ لمْ يكُنْ مَعِيَ أصْلاً ،
وَيُسَلِّمُ على الأصْدِقاءِ ، في الطَّريقِ ، باعْتِبَارِهِ شَرِيفًا
كُنْتُ أعْلَمُ أنَّهُ أنَا مَرَّةً أخْرَى
غَيْرَ أنَّ الَّذي ظَلَّ يُفزِعُنِي ، في الطَّريقِ ، بجنونٍ
هُوَ مَنْ أنَا الآنَ أكونُ ؟.
VI
قرَّرْتُ في هَذِهِ الليْلةِ أنْ أدوِّنَ نصًّا في أسْطورَةِ الذَّاتِ الَّتي لا تنتهِي
وَأنْ أسَمِّيَ شخوصِهِ جميعًا بـِـ شَريْفٍ
هَؤلاءِ الَّذينَ يعيشونَ لي وَحْدِي
وَلهُمْ جَمِيعًا بَعْثَرْتُ نفسِي
وَآخِرُ مَا يَجِبُ أنْ يَشْغَلَنِي في الكِتَابَةِ
هُوَ التَّجنيسُ النِّهائيُّ لِلنَّصِ
تَصَوَّرْ يَا شَرِيْفُ
أنْ نَعِيْشَ النَّصَّ كَالحَيَاةِ
أحْرَارًا
أحْرَارًا .!
VII
كُنَّا على هَذيْنِ المقعديْنِ مَعًا
أنَا وَشَريْفٌ
مُحَاصَريْنِ بإرْهَابِ مُحَاربَةِ الإرْهَابِ
شَارِدَيْنِ كَجَمْرَتيْنِ
وَلا أعْلَمُ الآنَ
أيُّنَا غَادَرَ الآخَرَ بَغْتَةً
وَلمْ يَعُدْ .
VIII
لَعَلَّهُ هُوَ !
شَرِيْفٌ
بإطْرَاقتِهِ المُسْتديمَةِ
على المقعَدِ الأخِيْرِ
هُوَ !
شَرِيْفٌ
حِيْنَ رَأيْتُهُ قُلْتُ :
لَعَلَّهُ مَاتَ سَهْوًا
- مِنْ جَديدٍ -
هُنَا !
مَرَّةً أخْرَى .

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads