الرئيسية » » نهَاياتُ الوَرد | عبد الرحمن حمومي

نهَاياتُ الوَرد | عبد الرحمن حمومي

Written By كتاب الشعر on الاثنين، 3 نوفمبر 2014 | نوفمبر 03, 2014

نهَاياتُ الوَرد




عبد الرحمن حمومي*
 
تسقط آخر كأس في الليل قبل أن يذهب بك النعاس
غبش فجري يناولني باقة ورد
نقطة دم تكبر
وضباب في المحيط
ومن نقطة الدَّوار تلك
يستيقظ سرطان الهلوسات
في خلايا رجل وحيد
 
هاهو الآن
يندفع في تلعثم الأمواج
مكشوفاً
مثل خطأ في تاريخ فردي
نازلا في شذوذ البدء
حين كانت اليرقات أصلا لتفجر الأنوثة
ممتلئا
بنوايا نورس يريد الانقضاض على سمكة تلقف شظايا
نجمة تسَّاقط من رأس الجبل
كان حرا وطائشا مثل رغوة
لكن لايدري أنه بين فكي  ذئب الليل
مفرغا
سكرانا
بينما النجم يسيل من المشهد
 
خالد أنت يا كأس النبيذ
اِسترح الآن على طاولة النسيان
من تعب النشيد
ملونا
بصور الماضي وبدم العنب
 
لا بأس
سوف أذكِّر الرأس بانتصاراته المؤقتة
حين كان أميرا على مملكة الوساوس
والفوانيس المطفأة
ذات عمر
سأذكره بغاراته البرابرية على وحوش
تناسلت من ليل  سائب مثل عنادي ...
ياهاته الرأس ما يهم التفاصيل
من باريس
تفجر غرباءها أو يفجرها الغرباء
إلى آخر صيحة دموية
في بانسيون قذر
 
اِذهب في حكمة الهتك
خارقا جمع الصلاة مثل نبي مضطهد
( وما فاه بعد بآية )
هناك هناك
حيث صمت وعواء
وقطار يائس محمل بالصراخ
أَلحقني غاستون جان مارك
 أو مازالت الأرضُ الأرضَ
والقطارُ القطارَ ولايصل ؟
وجهتنا وطن منفي وامرأة لا تَقْبَلُ وبحر من الشهوات
يرتع في المفاصل
غن أيها الشيخ الجليل
كم كنت طفلا ..!
 
دعي الآن هذا الهواء المالح
يجفف ثدييك
يا باسكال
دعي أصابع الرعشة تخصب هذا البوار
أنا أوديب منفي في معاني الرغبة
يا سحاقية العينين والشفتين لو
أدركت لعنتك منذ البدء !
لعنتي هذي الكآبة
وهي تحفر في لحمي الممرات
سوف أهيئ  لنفسي قبرا
من الأبنوس
لئلا أشهد هذا الانهيارالسعيد للجسد
قبرا يشبهني
وأزرع على حوافيه الصبار
وأزهار الدفلى
 
وأبقى مُبعدا ولا شيء
غير نص أشعث يترصد موتي
في رأس مخرومة تخفي كاسرا
من الأحلام
(رجل على هيئة مثلت هندسي )
وبين الفينة والفينة الحرب والحرب
فتهتز مواكب الخوف في بدني
وتأتي أشباح تجرني من بناني  إلى كولوسِيوم
حيث جلادون جلادون يفتحون أقفاص فئران جائعة
وانا وسط الحلبة
 
لم يعد مدهشا أني أنا وجحيمي
نتهارش في دهاليز الوحدة
مثل كلبين يتصارعان عظام حيوان
لا يموت
في ليلة
يتدلى فيها قمر المشردين مشنوقا
من سقيفة الجنون
حيت يأوي شعراء ظافرين بخيباتهم
النسل الأخير من سلالات الرعد
والمشهد إذ يغدو رائقا
للأصدقاء الراسبين
في امتحانات الصدق
يعلنون أفول نجم الأفكار
لأجل العيش
 
محاصرٌ من كل الجهات
والحنين الذي يفتك بالأضلاع
يُصِرُّ أن يستبيح الحرائق في أعماقي
عابرٌ محنة لست أفهمها
وكأني بها السقوط الكبير لقارات
تنزف بالخسارة والذل
دعوني
أستحم في سعاري
في حضرة المعتوهين وذوي المُركَّبات
وبعضٍ من شهداء الشياطين
 
نووي هذا المهرجان الصاخب
وهويؤرخ لليل الانتحارات الضجيج المجون الجنون عويل المترو
صفقات أسلحة لأجل اغتيال حلم في دماغ طائر دوري
يعاند شُبَّاكَ الشرق
أنا الشتات أنا الفوضى
والموت لغتي
وكل شكل مستباح كل مُغتصَب
إغراء لي
وليكن عنف البحارالدعوة الوحيدة لمتعب مغلول
بسلسلة الصور
 
ثمة أشياء يصعب تصديقها
وأشياء ينفخها القول
ثمة قرب كنيسة " الرأفة " للراهبات
بروما
كانت أعواد الكبريت في المطفأة
تضرم النار في ذاكرة
أرهقها الرحيل مُوَلَّهَةً
تقرع طبل الجنازات الكبرى
في ليلة رأس السنة
صلي لأجلي يا مونيا
واسكبيني شراب الرب
إني ظامئ
 
عام سعيد
يا شعوبا تقاد  
عام سعيد
لي
ولأفراد لا نعرف غير التيه
والملاجئ ...
في هذا الاتساع البذيء
ناولني شيئا ينسيني سكينة الذبح
أيها الصديق
عام سعيد
 
 
* أديب من المغرب/فاس .  
 

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads