الرئيسية » » قصائد من ديوان : هواء العائلة | شريف رزق

قصائد من ديوان : هواء العائلة | شريف رزق

Written By كتاب الشعر on الاثنين، 27 أكتوبر 2014 | أكتوبر 27, 2014





I

سَيأتِي الموْتُ ، في يَوْمٍ مَا ، في الهَزيْعِ الأخيْرِ منْ الليْلِ ، سَاعَتُهَا سَأكونُ مُسْتغرِقًا في روايَةِ : انقِطَاعَات الموْتِ ، لجوزيه سَاراماجو ، سَيتأمَّلُ أشيائي وَأوْرَاقي ، سَيَتَعَثَّرُ أمَامَ صُورتِي ، سَيَسْعَلُ ، سَيَتَمَدَّدُ على الأريْكَةِ ، في انتِظَارِ أنْ أعُودَ منْ الرِّوايَةِ ، سَوْفَ ينتظِرُ طويْلاً ، وَسَوْفَ يَمُوتُ ، في النِّهايَةِ ، في سَريرِي ، سَأكونُ مُنْهَمِكًا في حَيَاةٍ بلا انقطَاعٍ ، هُنَاكَ ، في روايَةِ : انقِطَاعَات الموْتِ ، لجوزيه سَاراماجو .

II

بَعْدَ سِتَّةِ أعْوَامٍ منْ مَوْتِهِ 

قابلتُهُ عِنْدَ أحمدَ بائعِ الجرائدِ أمَامَ محطَّةِ القِطَارِ

كَانَ كأنَّهُ بالأمْسِ فَقَطْ

سِتَّةُ أعْوَامٍ كامِلَةٍ

وَ لَيْسَ منْ أثرٍ بِهِ لِلطَّعَنَاتِ

رَافقْتُهُ كَالعَادَةِ إلى المقْهَى كأنَّني في حُلْمٍ

وَكَانَ على عَادَتِهِ يَتَحَدَّثُ عَنْ ضِيْقِهِ بالكِتَابَةِ
قَبْلَ أنْ يُسْمِعَنِي كَالعَادَةِ آخِرَ كِتَابَاتِهِ .

III

جَمِيْلٌ أنَّكَ مُنْقَطِعٌ عَنْ هَذَا العَالمِ يَا أبي

جَمِيْلٌ أنَّكَ لاتُدْرِكُ مَا نَحْنُ فيْهِ على وَجْهِ الدِّقةِ حَاليًا

جَمِيْلٌ أنَّكَ تتبسَّمُ حِيْنَمَا تَصْحُو وَأسْألُكَ عَنْ حَالِكَ

، جَمِيْلٌ أنْ تُكرِّرَ في كُلِّ مَرَّةٍ : الحَمْدُ
للهِ ، أيْنَ شَريف ؟ .

IV

لأسْبَابٍ لمْ أعُدْ في حِلٍّ عَنْ الافْصَاحِ عَنْهَا

كُنْتُ أصْحُو في كلِّ ليْلةٍ

مُنْهَكًا وَلاهِثًا

في السَّاعةِ ذَاتِهَا

وَلا أسْتطيْعُ الرُّجوعَ إلى النَّومِ 

مَرَّةً أخْرَى .

وَلأسْبَابٍ فائِضَةٍ عَنْ بناءِ السَّردِ هُنَا

كُنْتُ أشْعُرُ أنَّني أعيشُ في مَقْبرََةٍ بَعِيْدَةٍ وَمَجْهُولةٍ

وَأشْعُرُ بكلِّ مَا أصْنَعُهُ هُنَاكَ
بَعِيْدًا عَنْ أسْرَتي الَّتي أعِيْشُ بَيْنَهَا هُنَا .

V

في صِغَرِي

على سَطْحِ دَارِنَا القديمَةِ

وَفي غَفْلَةٍ منْ جَدَّتي

وَبأقْصَى مَا تَسْتطِيْعُ يَمِيْنِي
كُنْتُ أرْجُمُ هذِهِ السَّمَاء .

VI

أنِيْنٌ يتصَاعَدُ منْ جُدْرَانِ غُرفتِي 

أسْمَعُهُ بوضوحٍ قُبَيْلَ نَوْمِي 

يَتَكَاثَفُ مِنْ حَوْلي
في كُلِّ ليْلةٍ .

VII

مَعَكَ حَقٌّ تَمَامًا يَا أبي : 
أيْنَ شَرِيْف ؟


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads