أيّتها القلعة،
يا خطّابة الشعراء،
تقفين هناك، على أصابعك المحنّاة بالغسق، عند الحافة الزّلقة للهجران، تودّعين البواخر الّتي لن تعود، وتنتظرين البواخر الغريقة.
بلمبة نجم ميّت في يدك، عند الباب مخلّع الأقفال، كالأمّ الّتي لا تلد سوى الرّجال المنذورين للمعارك، الأمّ الجميلة المشؤومة، جنيّة البحار، المطلّقة النّاهد، عشيقة الأبطال المغدورين والأنذال الشّجعان.
كلّ ليلة تصعد روحي أدراج الفنار المهجور، تقفز في اتّجاهك، أيّتها القلعة العالية الحزينة، يا قلعة الأوداية، الملثّمة باللّيل كفارسة الأمازيغ بين جبال مرتفعة كالأمواج.
بقلبك الحجريّ القديم القاسي، المنتقم بالجَمال والعفّة، من الصيّادين والشّعراء.