الرئيسية » » في انتظار البرابرة | قسطنطين كافافيس | ترجمة: إسماعيل أزيات

في انتظار البرابرة | قسطنطين كافافيس | ترجمة: إسماعيل أزيات

Written By هشام الصباحي on الثلاثاء، 12 أغسطس 2014 | أغسطس 12, 2014

في انتظار البرابرة

قسطنطين كافافيس

  

ترجمة: إسماعيل أزيات

ماذا نرتقبُ، نحن المُحتشدين في الأغورا (1)
يُقال إنّ البرابرة سيكونون ها هُنا اليوم.
لماذا هذا الخمولُ في مجلس الشّيوخ
لماذا يمكثُ الشّيوخ دون أن يشرّعوا ؟
لأنّ البرابرة سيكونون ها هُنا اليوم.
ماذا يُجدي سنّ القوانين حاضرا
و البرابرةُ هم من سيفعلون ذلك عمّا قريب.
لماذا استيقظ امبراطورنا باكرا ؟
لماذا يلبثُ أمام أكبر بوّابات المدينة،
مُحتفيا، جالسا على عرشه، يُغطّي رأسه بالتّاج ؟
لأنّ البرابرة سيكونون ها هُنا اليوم
و لأنّ امبراطورنا ينتظرُ استقبال
كبيرهم. حتى أنّه أعدّ رقّا
ليُسلّمهُ إليه، فيه إنعام بعديد
أملاك و بعديد ألقاب.
لماذا قنصلانا (2) و حكّامنا الشّرعيون (3)
خرجوا اليوم مرتدين ثيابهم الفضفاضة الحمراء و الموشّاة ؟
لماذا أساورهم مرصّعة بأحجار كريمة أرجوانية ؟
خواتمهم يتطاير منها زمرّد صقيل ؟
لماذا اليوم هذه العكاكيزُ النّفيسةُ
المنحوتةُ و بمهارة بالذّهب و الفضّة ؟
لأنّ البرابرة سيكونون ها هُنا اليوم
و لأنّ مثل هذه الأشياء تبهرُ البرابرة.
لماذا لا يأتي خطباؤنا الحاذقون كالعادة
ليلفظوا خطبهم و يتقوّلوا كلامهم ؟
لأنّ البرابرة سيكونون ها هُنا اليوم
و لأنّ الفصاحة و الخطب المُملّة تُضجرهم.
لماذا هذه البلبلةُ، هذا الانزعاجُ
المفاجئُ ؟ ـ كم هي الوجوه عايسة’!
لماذا السّاحات و الطّرقات أقفرت على عجل ؟
لماذا كلّ واحد يأوي إلى بيته مهموم الوجه ؟
لأنّ اللّيل حلّ و لم يأت البرابرةُ
و بعض من يصلون من الحدود
يقولون لا أثر للبرابرة البتّة
و إذن كيف سنمسي دون البرابرة ؟
هؤلاء النّاس كانوا في حاصل الأمر انفراج مخرج.
1904
الترجمة من اليونانية إلى الفرنسية من إنجاز الروائية مارغريت يورسنار و قسطنطين ريماراس.

هوامش ( من وضع المترجم ) :
1 ـ Agorat : الأغورا ساحة عامة كانت المجالس السياسية في المدن الإغريقية تنعقد فيها …
2 ـ Consul : شهدت روما تغييرا كبيرا في توزيع السّلطات إذ حلّ محلّ الملك قنصلان متعادلان في السّلطان، كلّ واحد منهما رقيب على الآخر …
3 ـ Pr’teur : حاكم شرعي يقوم بتنظيم التقاضي في الأمور المدنية، يُعيّن لسنة واحدة و يصدر عند تولّيه منشورا يبيّن فيه القواعد التي سيسير عليها في قبول الدّعاوي …
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads