عِيدُ المِيلادِ الخَامِسِ
قَصِيدَةٌ
خَمْسٌ.. تَمُرُّ كَأَنَّهَا لَمْحُ البَصَرْ *** وَهَوَاكِ مُسْتَعِرٌ بِقَلْبِي مَا فَتَرْ
خَمْسٌ رَسَمْنَ سَعَادَتِي وَفَرَادَتِي *** وَنَقَشْنَ حُلْمًا ظَلَّ عُمْرًا يَخْتَمِرْ
خَمْسٌ وَأَنْتِ سَحَابَةٌ تَرْوِي الظَّمَا *** فَتُرَدُّ رُوحِي بِابْتِهَالاتِ المَطَرْ
نَهْرٌ يَسِيلُ عَلَى شُقُوقِ مَوَاجِعِي *** نَارٌ تُقَلِّبُ جَمْرَةَ الحُبِّ العَطِرْ
خَمْسٌ وَأَنْتِ اللَّحْنُ يَسْرِي فِي دَمِي *** نَغَمٌ يُنَقِّرُ فِي الفُؤَادِ عَلَى وَتَرْ
مَنْ ذَا يُصَدِّقُ أّنَّ أّيَّامًا مَضَتْ *** تّعْدُو، كَأَنَّ الفَجْرَ يَلْثُمُهُ السَّحَرْ
***
مَازِلْتُ أَعْشَقُ نَظْرَةً وَسْنَانَةً *** تَرْنُو إِلَيَّ فَيَسْتَبِدُّ بِيَ الخَدَرْ
لّحْظٌ سَيَبْعَثُ مِنْ رَمَادِي عَاشِقًا *** وَيَهُزُّ جِذْعًا ظَنَّ قَدْ ضَاعَ الثَّمَرْ
فَتَضِيعُ مِنِّي أَحْرُفِي وَقَصَائِدِي *** وَوَجِيبُ قَلْبِي لَيْسَ يُبْقِي أَوْ يَذَرْ
رِيمٌ تُدُاعِبُ لِي خَيَالِي وَاللَّيَـا *** لِي، وَانْشِغَالِي لَيْسَ تُجْدِيهِ الفِكَرْ
أَنَا مَنْ تُؤَرِّقُهُ العُيُونُ النَّاعِسَا *** تُ، أَتِيهُ فِي عَسَلِ العُيُونِ بِلَا حَذَرْ
أَنَا مَنْ تَطَهَّرَ فِي عُيُونِكِ وَارْتَوَى *** مِنْ بِعْدِ صَوْمٍ بِالرُّضَابِ وَمَا سَكِرْ
وَأَهِيمُ مِثْلَ فَرَاشَةٍ، فِي هَمْسَةٍ *** مِنْ ثَغْرِكِ اليَاقُوتِ، فِي ظِلِّ القَمَرْ
***
(أَهْوَاكَ) حِينَ مَنَحْتِهَا قَلْبِي تَدَا *** عَى مِنْ وَدَاعَتِها.. تَزَلْزَلَ وَانْتَثَرْ
(أَهْوَاكَ) مَا أَحْلَى بَلَاغَتَهَا وَمَا *** أَحْلَى ابْتِسَامَاتٍ يُفَتِّتْنَ الحَجَرْ
(أَهْوَاكِ نَهْلُ) بَحَجْمِ عُمْرٍ قَدْ مَضَى *** عَتَّقْتُهُ عِطْرًا، وَفِي عَيْنِي الأَثَرْ
أَهْوَاكِ مُنْذُ النَّظْرَةِ الأُولَى، وَنَا *** رُ الوَجْدِ تُشْعِلُهَا فَرَاشَاتُ النَّظَرْ
أِهْوَاكِ مُنْذُ الهَمْسَةِ الأُولَى، وَأَذْ *** كُرُ جَلْسَةَ البَحْرِ المُخَضَّبِ بِالخَفَرْ
وَالمَوْجُ يَلْهُو فَوْقَ أَوْرِدَتِي، وَتُلْهِينِي *** بَشَاشَةُ وَجْنَتَيْكِ عَنِ السَّفَرْ
أَنْسَى بِقُرْبِكِ مَا الزَّمَانُ وَمَا المَكَا *** نُ، وَأَسْتَعِيدُ بَرَاءَةَ الطِّفْلِ النَّضِرْ
***
للهِ دُرُّكَ يَا قِطَارًا سَارَ بِي *** نَحْوَ الشَّمَالِ، وَعَادَ بِي غَيْرَ البَشَرْ