الرئيسية » » حديث المبصرين | أحمد إبراهيم

حديث المبصرين | أحمد إبراهيم

Written By هشام الصباحي on الأربعاء، 23 يوليو 2014 | يوليو 23, 2014

حديث المبصرين

 

مَن ذا يربي ..

الأرضُ أم آباؤكم ؟

-
قالت لكلِّ الجالسين على الكراسي

و الوقوفِ -

متى ستدركُ يا غريبُ

مسافةً ما بين كشفِكَ و التكشُّفِ ؟

تؤنس الليل المباح

و تنثر الأعضاء في المقهى

بركنك

تستقلَّ قطارَهم فجراً

لتعرفَ ما الجديدُ

أنا الجديدُ أوزعُ الحكماتِ

فوق رؤوسهم مطراً فيصعدُ

وحدُكَ المبتلُّ من عرقِ الربابةِ

أعطني قرشاً

لأصنعَ من قروشِ المنشدين البابَ

في كوخِ الحكيمِ

و في عيونِكَ نصفُ نورٍ

و انشغالٌ بالكتابةِ

في عيوني نصفُ نورٍ

و انشغالٌ بالحقيقةِ

أعطني عينيكَ

إن أملأهما نوراً

ستبصر

كيفَ أفعلُ يا غريبةُ

كيفَ أفعلُ ؟

فالحياةُ ثقيلةٌ

أبغي خروجاً

لا أريدُ النورَ قطُّ

و لم أُرِدْ

هذي ثيابُكِ مُزقتْ أكمامُها

و الذيلُ يمسحُ ما تساقطَ

من قرىً

و الناس تسخر

لم يعوا

لعبارةِ الأصلِ القديمِ

" الأرض أمٌ لم تضعْ  بعدُ  الجنينَ

تنقِّلُ الأبناءَ من رحمٍ لأخرى "

و الخروجُ هو الجديدُ

أرى البراحَ يضيقُ عكسياً

إذِ اتسعتْ دماغُ المبصرينَ

فكيفَ أُثقلُ كاهِلي بالنورِ

كيفَ ؟

؛ إذاً تخافُ النورَ

تجهلُ دورَهُ

بالنورِ تُبدعُ عالماً خلفَ الحياةِ

تكونُ أنتَ حكيمَه و الناس فيه

تُطلُّ  أحياناً  على علاتِهِم

لتقولَ للبنتِ البريئَةِ

أن تعودَ

فَثَمَّ شخصٌ سوفَ يذبحُها هناك

-
على سبيل القصد 

أنتَ نبيُّهم

خُذْ وردةً

لتصالحَ المصباحَ و الطفلَ المشرَّدَ

و اسقها من ماءِ روحِك

ما تزال نقيةً

أو قبلةً

ضعها على جبهاتِهنَّ و لا تفضَّ بكارةً

خذ من غشاءِ الحبِّ ما يكفي

لِتَلْحُمَ في البراحِ مجالَهُ

....

لا طاقة للعارفين على طريقِ الشوكِ

يا أختَ الحقيقةِ

و النبيُّ الآن أولُ من سيكفرُ بالرسالةِ

لا طريق سوى الخروجْ ..

....

أمرٌ عجيبٌ يا غريبُ

أري حريقاً يأكلُ المُخْضرَّ من ضلعيكَ

يشعله تقطرُ سائلٍ

مما تبقى 
من نشيد براءة في القلبِ
خذ قرشاً أخيراً

للسماءِ ترِفُّهُ الآن -احتمالاً

قد يعرقلَ رجلها

نفدت نقودي

لا حديث المبصرين- اليوم- يجدي

الأرضُ تجري عكسنا

و لسوف تسحبُ ظهرَها

من تحتِ أرجلِنا

لنسقطَ

و السماءُ لعامها الثاني تضنُّ

اللهُ يجبرنا

وقتُهُ طيرٌ يدورُ

لينهش الأحلامَ عنفاً من جماجمِنا

لنذهب حيث تأخذنا الطريقُ

إلى النهايةِ

أو تَعَالَي

نقفزُ- الآن  امتثالاً للطبيعةِ

علَّ قضبانَ القطارِ

تشدُّ أعينَنَا

لتنعمَ بالبصيرةِ وحدَها

سيزورنا إن مرَّ يوميا قطارٌ

سوف يخبر ناسَهُ

يا أيها الغرباءُ

في هذا المكانِ 
لقد تُوُفِّيَ مبصرون

 

 

 

 

 

 

 

 


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads