صرختُك تعقدُها على حُمرة الدّم
هي اﻷرض بحرائقها ما يمرّ اﻵن منك
تطيل صرختك وتمدّها وتجعلها غليظة..
لكي تكفي دائرة اﻷرض..
وكي ﻻ تنقطع حين تجرّها منك بأشجارها ومنازلها، وحين تتجاسر وترفع وجوه نسائها من البكاء،
وتبعد أطفالها عن أعضائهم الصغيرة وعن صرخاتهم وثيابهم التي سدّت عليهم..
تتخافت وتحصي أطفالها المتراكمين فيك،
تهبّ وترفع أنقاض أحلامهم..
ترفع ما تركوه من اﻷنفاس لتعتني بها، تزيل عنها الخوف والغبار
فكل ما تهدّم وكل ما خرّ أو تداعَى
سقط فيك،
لتطيل أنت صرختك الغليظة وتعقدها على حمرة الدم حتى ﻻ يهيم وحده
هو تراب اﻷرض ما يرتفع وهو ما يندلع اﻵن فيك..
فلا شيء يحجب يديك العصيّتين في فرارهما منك
لا شئ يروّض أصابعك
جمحت بك نفسك أمام هذا الخراب؛
فلا شئ يمكنه اﻵن أن يطفئك
ولا شيء في وسعه أن يخمد وجهك.
