الرئيسية » » أكمامُ معاطفنا

أكمامُ معاطفنا

Written By هشام الصباحي on الثلاثاء، 3 سبتمبر 2013 | سبتمبر 03, 2013

أكمامُ معاطفنا التي تُواري أناملنا الصّغيرةَ، تزيدُ من شقاوَتِنا. قُبةُ السّماءِ الزُّجاجيةِ تفتلُ خيوطاً مائيةً تُدَاعِبُ براءَتنا..
السّماءُ تُمطِرُ حُبّاً.. السّماءُ تُمطِرُ أمومةً..
لِحفيفِ أوراقِ الكالبتوسِ ولونِ السّماءِ سببٌ كاف لنَتراقصَ بعيداً عنِ الزّمن. لسَوادِ عينيكَ وحدها أيّها الشيطانُ الجميلُ ستَكتسي الوحَلَ الذي تُدَغدِغُهُ الأقدامُ الصغيرةُ حُلّةٌ قشيبَةٌ ستَنحَفِرُ في قاعِ الذّاكرَةِ بعْدَ أعوام مديدة.. 
" أيّهَا المارِدُ الذي يسكُنُ كيَاني..
اُخرُجْ بحَقِّ الوَجعَ الذي
غَرسَ أشواكَهُ في أيّامي 
اُخرجْ أتوسّلُ إليك.."
وتتحاملُ عجلةُ الزّمنِ، ويتواطؤُ مَعها منظارُ الذاكِرة، ليَتراجعَ في هاتِهِ اللّحظةِ إلى الخَلفِ في مَكْر، ثُمّ يرتفعُ قليلاً مُلتَقطاً وقائعَ عُرسِ الذيبِ الذي تألّقَ على صفْحةِ السّماء.. 
لكَ اليومَ أن تُمسِكَ بذقْنكَ وتَبتَسمَ في رَصانة الكِبار. لكَ أن تُحَرّكَ رأسَكَ على طريقَةِ مَن خَبِرَ سراديبَ الحياة، وتوقِنَ فجأةً، وذاتَ ضُعف وشَيبة، أنَّكَ لَمْ تَكُنِ الشّاطِرَ الوحيدَ بينَ أقرانكَ الّذي تمادى في تِلقائيَته يومَئذ، واضِعاً في ذهنِهِ صورةَ الفتياتِ اللّائي كُنَّ يراقِبنَكم مِن أمامِ البُيوتِ الطينيّةِ الّتي انتَصبتْ غير بَعيد عن الغَابة..
أجل، لَنْ أعْتَقِدَ أيضاً بَعدَ كُلِّ تِلكَ السّنين والأشجارِ والأمطارِ، أنّهُنَّ كُنّ بدورِهِنَّ مُنْغَمِسات في الحجَلَةِ، الّتي كانتْ تفتِنُ ذكورَتنا، وتُشَكِّلُ أولى معالِمِ الاختلافِ بيننا وبينَ نُعومةِ الأيادي الصّغيرَةِ الّتي تَحمِلُ رائِحة الحِنّاء.. فنزدادُ ثقةً بِأنفُسنا، وطُمأنينةً على قِسْمةِ القَدَر.
سؤال: لماذا أُصرُّ على التّجسّسِ الآن على براءةِ طفل كُنتُه ذاتَ يوم مُمطِر؟.. الأجسادُ الصّغيرةُ تتقافزُ بينَ الأشجارِ المُسنّةِ والشّمسُ تلاعِبهُمُ الغُمّيضةَ، وما بالُ ذاكَ الجسدِ الضّامِرِ الذي كُنتَ تُقيم داخلَهُ تُداهِمهُ نوباتُ فشَل فتُبطئُ حرَكته؟.................................

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads