غفوة في روضة الحلم
صباحُ الخيرِ سيِّدتِي
| |
صباحٌ فاحَ بالنَّعناعِ أَسكَنَهُ بأَورِدَتِي .
| |
و داعَبَنِي ..
| |
شُعاعٌ أَرسَلَتهُ عُيونُكِ العسليَّةُ اللَّونِ
| |
و أَرسَى مركَبَ اسمِكِ يا عروسَ البحرِ
| |
يا لحناً على شَفَتِي .
| |
أُحرِّكُها
| |
فينطِقُ كُلُّ حرفٍ فِيهِ بالسِّحرِ
| |
و يقفِزُ مِثلَ راقِصةٍ
| |
كواها السَّيرُ فوقَ الشَّوكِ
| |
و الجمرِ .
| |
لكِ الحُبُّ الذي ينسابُ شلاَّلاً
| |
ليروِيَ ما تصَحَّرَ فِي رِياضِ الرُّوحِ
| |
مُلهمتِي .
| |
مَدَدتُ يدِي إِليكِ فأنقِذِي قلبِي
| |
مِن الطُّوفانِ إِن شِئتِ .
| |
يمامةَ عُمريَ المسلوبِ مِن كفّيَّ :
| |
يكفِينِي ..
| |
غناؤكِ حِينَ أَسمعُهُ ،
| |
ليُلهِبَ جمرةَ الشَّوقِ التي لم تَخبُ فِي رِئَتِي .
| |
سئِمتُ العيشَ منفِيّاً
| |
بعيداً عن لظَى شَفَتَيكِ ،
| |
عن عينَيكِ
| |
يا أَنتِ .
| |
أَمامِي دربُ أَشواكٍ
| |
مشيتُ إليكِ ،
| |
أَنفاسِي تُسابقُنِي أَنا وحدِي
| |
أَحُذُّ الخطوَ لا أَلوِي على وجدِي
| |
أُقلِّبُ فِيهِ طرفِي
| |
علَّني أَلقَى التي أَودَت بعينِ القلبِ للسُّهدِ .
| |
أُنادِيها
| |
فيرجِعُ لِي صَدى صوتِي
| |
كأنَّكِ فِيهِ أُغنِيةٌ
| |
تُردِّدها
| |
عنادِلُ صوتِكِ المُنسابِ في أُذُنِي
| |
تقولُ ارجِعْ .
| |
و في حُبِّي فلا تطمَعْ .
| |
نصِيبُكَ أَن تسِيرَ الدَّربَ فرداً
| |
تسكُبُ الأَلحانَ ،
| |
لا تُسمَعْ .
| |
أنا ما زِلتُ مِن جُرحِ الهَوى أَبكِي على نفسِي
| |
أَنامُ على قضِيضِ الجمرِ
| |
يكوِينِي لظَى أَمسِي .
| |
مُغلَّقةٌ نوافِذُ قلبِيَ المسكُونِ بالآَهاتِ ،
| |
باليأسِ .
| |
و أنتَ الحُلمُ يأتِينِي
| |
كموجٍ داعَبَ الشُّطآنَ أَغراها
| |
بعطرِ البحرِ
| |
ثُمَّ ارتدَّ صَوبَ البحرِ في الحِينِ .
| |
كغيمٍ أَنبتَت أَمطَارُهُ غاباتِ نِسرِينِ .
| |
أَتَى كي يُطفئَ النِّيرانَ فِي جوفِ البراكِينِ .
| |
و يبعَثَ ما ذَوى مِن عُشبِ آمالِي
| |
بصوتٍ مثلما القيثارِ يشجيني .
| |
أَأَفتحُ بابِيَ المَوصُودَ
| |
في وجهِ الهوى و العشقِ من زَمَنِ .
| |
لتسرِيَ نبضةُ الأَشواقِ في بَدَنِي ؟
| |
أَنا ما زِلتُ بينَ النَّارِ و الفِردَوسِ ،
| |
بينَ هواجِسِ النَّفسِ .
| |
أُحدِّثنِي
| |
فيعلُو داخِلِي همسِي .
| |
و ينبِضُ كُلُّ عرقٍ باسمِكَ المنقُوشِ في حِسِّي .
| |
و يردعُنِي حديثُ العقلِ
| |
يا أَمَلاً
| |
بدا كصعوبةِ الطَّيرانِ
| |
للشَّمسِ .
| |
فأَغفُو في رِياضِ الحُلمِ لا أَلوِي على أَحدٍ
| |
أُريحُ مِن الهَوى رأسِي .
|