يا جيرة السين يحيا في مرابعكم
يا جيرة السين يحيا في مرابعكم | فتىً إلى النيل يشكو غربة الدارِ |
جنَنت عليه لياليه وأسلمهُ | إلى الحوادث صحبٌ غير أبرارِ |
أحاله الدهر في لأواء غربته | روحاً معنىّ وجسما نضوَ أسفار |
يسعى إلى المجد ترميهِ مخاطرهُ | بنافع من شظاياها وضرّارِ |
عزاؤهُ أن عقبى كل عاديةٍ | يشقى بها الحرّ إكليلٌ من الغارِ |
يا خافقَ البرق ترتاعُ القلوب لهُ | كوقدةِ الغيظ في أحشاء جبّارِ |
تعالَ أُهديك من روحي بعاصفةٍ | تردى الأنام ومن قلبي بإعصارِ |
الناسُ ما الناسُ لا تدرى سرائرهم | وما يجنون من كيدٍ ومن نار |
لو يفصح الغيب يوماً عن مصائرهم | لأقصرَ اللؤمَ قومٌ أيّ إقصارِ |
حار النبيون في تطهير فطرتهم | فما عسى نفع أمثالي واشعاري |
رباهُ آمنت لكني على خطرٍ | يغتالني الشك في جهرى وإسراري |
سوّيتَ في الناس أخلاطا مبعثرةً | تشوكُ عشاق صنع المبدع الباري |
أرى وجوهاً بصدق الود واعدةً | ولا أرى ظل قلبٍ غير ختّار |
كم من عشيرٍ أُواسيهِ وأنصرُه | يرعى حمايَ بقلبٍ جاحدٍ ضارِ |
غفرانَك اللَه هذي نفثةٌ غلبت | ألقى بها الشعر لم تسبق بإصرار |