مري علينا يا صبا نجدٍ
مصطفى صادق الرافعي
مري علينا يا صبا نجدٍ | تشكو إليكِ مدامعي وجدي |
أمسيتُ والأشواقُ مضنيةٌ | عندي من الأشواقِ ما عندي |
تجري عيوني في محاجرها | ومدامعي تجري على خدِي |
ما أنسَ والأيامُ تجمعنا | وكأنني في جنةِ الخلدِ |
تشكو كما اشكو الهوى وإذا | طارحتُها أبدتْ كما أبدي |
وتراعُ من ذكرِ الصدودِ إذا | خطرتْ بقلبي لوعةُ الصدِّ |
وإذا بكيتُ جرتْ مدامعها | جريَ الندى صبحاً على الوردِ |
قلبي وما في العيشِ لي طمعٌ | ما دمتِ يا قلبي على وقدِ |
هل كلُّ من يهوى يموتُ أسىً | أم قد بليتُ بذا الأسى وحدي |
سل مسرحَ الآرامِ كا فعلتْ | تلكَ الظباء الغيدُ من بعدي |
لهفي عليها كم وفيتُ لها | لو أن لهفي بعدها يجدي |
ولكم حفظتُ لها الودادَ على | بُعْدِ المزارِ وضيعتْ ودِّي |
ماذا أصابكَ بعدما نظرتْ | ورمتكَ عيناها على عمدِ |
أوما نهيتكَ في الجزيرةِ عن | كنسِ المها ومصارعِ الأسْدِ |
وأريتكَ الألحاظَ مغمدةً | كالسيفِ مسلولاً من الغمدِ |
أعدى على كبدي هواكَ فلو | أعلمتني أن الهوى يعدي |
يا قلبُ ما لي لا أضنُّ بهِ | من بعدِ ما فقدتُ سوى فقدي |
حمل تحيتكَ الصبا فعسى | يوماً تعودُ إليكَ بالردِ |
واجزع على قربِ الديارِ فقد | صبرتْ اوانسها على بعدي |
يا غادةً أرعى العهودَ لها | هل أنتِ باقيةٌ على عهدي |
أمسيتُ في قلبي وليتَ اذنْ | قلبي يساعدني على الوجدِ |