لقد طالت الساعاتُ إني أعُدّها
لقد طالت الساعاتُ إني أعُدّها | وفي القلب وسواسٌ من اليأس ثائرُ |
أُسائل نفسي هل أراك وهل تفى | كما قد وفت هذي الدموع المواطر |
بوجهك لا تخلف وإني لمقسِمٌ | بوجهك والمفتون بالحسن كافر |
سألقاك هل ألقاك إني ليائس | يجاهد أهوال الجوى ويصابر |
إذا برقت عيناك ثار متيمٌ | إذا ثار ثارت في القلوب أعاصر |
عيون لآيات البيان خوالق | عيون على غزو القلوب قوادر |
وخدٌّ تقول الراح إن رحيقها | عصائر من خدّ له الروح عاصر |
سألقاك في هذا المساء سنلتقى | فإن كنت مقهوراً فإني لقاهر |
فراراك من بطشى إذا رمت ضلّةٌ | لها في تلافيف الضلال شواجر |
سألقاك هذا اليوم والليل مقمرٌ | يصافح نيران الهوى ويسامر |
سأسمع صوتا آية السحر عنده | وإني لمسحورٌ وصوتك ساحر |
تناجى إذا أقبلتَ روحي بنبرةٍ | تشقّقُ منها للمحب مرائر |
تحدثني الآمال أنك قادمٌ | وأنك لي في غفوة الليل زائر |
أمانيّ من قلبي فصاحٌ نواطقٌ | بأنك للميعاد يا روح طائر |
لقد طال هذا الانتظار وشفني | لخلفك سيف حاسم الفصل باتر |
ملكت فأسجع واترك الظلم طائعاً | فما الحب للحسن المدلّل غافر |
تعال فما حلوان منى بعيدةُ | ولا أنا مأسورٌ يناجيه آسر |
محمدُ هذا الوجه وجهٌ عرفتهُ | له في شعاب القلب مني أواصر |
فيا ابن سليمان سلامٌ وفرحةٌ | يجود بها جدّ رحيمٌ مصابر |
أبوك ابنمٌ أنكرتُ في العيش رأيه | وما كان خدّاعا ولا هو ماكر |
حياةٌ تريه ما يريه وإنني | على طبعه المزاج راضٍ وصابر |
محمد ما أمرى وأمرك إنني | لأجهل ما ترمى إليه المقادر |
نظرتك واستوحيت وجهك عن أب | هو اليوم في وادي الحياة مسافر |
محمد لا تجزع فجدّك حاضرٌ | محمد لا تجزع فجدك حاضر |
سأقتل روحي فديةً لشبابكم | ألا إنما المقمور في الصدق قامر |
إذا الأب لم يحضر ولادة طفله | فللجد قلبٌ بالأبوة عامر |
محمد يا وحي الحياة ويا فتىً | له في فؤادي مشجيات سواجر |
تعال إلى قلبي تعال ولا تقل | بأني مجنون المحبة شاعر |
لقد جنّ قلبي جنّ جنّ جنونه | وثارت بقلبيه رماح شواجر |
أدر طرف لحظيك اللطيفين لحظةً | لتعرف أني حافظ العهد ساهر |
أعادلُ هذا أنت إني لشعار | طروبٌ له أيامه البيض تبسم |
وفدت على قلبي فزالت كروبه | وأصبحتُ ألهو بالحياة وأنعم |
ستقرأ شعرى قد قرأت بأعين | إذا نظرت كادت لروحي تترجم |
ستفهم شعرى قد فهمت بلمحةٍ | ومبدع هذا اللحن لو شاء يفهم |
وفدت وروحي يعصر الوجد روحه | سأنجو إذا صافيت روحي وأسلم |
أنا اليوم مشتاق أنا اليوم شائق | به غادة الأحلام في النوم تحلم |