الرئيسية » » أمجد ريان | صمت المرايا

أمجد ريان | صمت المرايا

Written By هشام الصباحي on الأربعاء، 18 سبتمبر 2013 | سبتمبر 18, 2013

صمت المرايا

فى طفولتى كانت النجوم تلمع فى السماء 
فى طفولتى لم أقدر الموت حق قدره
والآن أجلس على السجادة ، وأشيائى مبعثرة حولى : الموبايل وأشرطة ومفاتيح وإيصالات وريموت كونترول وأجندات واسطوانات وحقائب صغيرة وإكلاسيرات ، دوامة من الأشياء تدور بى .

فى المقهى يجلس الرجل حاملاً بيده ثلاث ورقات من الكوتشينة 
وعلى يده اليمنى وشم عريض ، 
يظل يدقق النظر فى الورق باحثاً عن الحظ ، 
وبجواره جلست قطة لها نظرات الثعلب
والطريق الترابية خلف المقهى تلتوى ، وتمتد حتى الأفق .

كان ضجيج الكون خلف الحائط الهش 
وكل الآدميين صالحون للألم .

يناورنا المستقبل 
ولا نعرف عنه سوى طشاش ،
وها أنا أنظر من النافذة ، فأرى الفتاة ، مبتعدة فى طريقها 
بشعرها الكستنائى السمين 
الشعر الذى يترجرج فى صورة ذيل حصـان غير عادى 
فأنظر حولى ، متأملاً صمت المرايا .

الإنسان ليس عقلاً كله .

المقاهى على امتداد الشارع أخرجت كراسيها ، والزبائن يرصون حجارة الدومينو 
والأحداث العارمة لا توحى إلا بالعدم .

عندما شغلت التلفاز بدأ المذيع يقرأ الأخبار 
وبدأت الشاشة 
تعرض صور القنابل وهى تلقى على السكان العزل ، 
وبدأت الحجرة تمتلىء بالدخان ، حتى كدت أختنق .

ظللت أمشى على أطراف أصابعى ، وأنا أبلع ريقى مستنداً على حواف الموبيليا 
ومن النافذة أرى فى الأفق الحصان الطائر 
حاملاً المرأة العارية 
نائمة فى استسلام ،
وأنا آخذ الشهيق الطويل ، وأسال نفسى : 
غداً حين أموت ، هل سيبكى أحد على ؟

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads