روحُ الله
مهدُ العاشقين
قمر على البحر
أُنثى جميع الأزمنة
تقول لى فى كلِّ منعطفٍ : تعال،
قبلْنى إذا ما الموجُ هاجَ
فأنا وسادةُ المتعبين،
ورايةُ للتائهين
وأنا مكتبةٌ تضئ
تفاحة الشرق
طريق الثائرين
وأنا التى هزمت كلَّ الطغاة
واحدا
واحدا
وأطلقت عليهموا لُغَةَ الحضارة
الاسكندرية تحضن فى عمقها السحرى كل السالكين
وتقول أنا الطريق
أنا التى صعدتْ على حبل المياه
وأغرقت عمق البلاد
عاشق أنت - كما تقول - فاثبت لى براءتك
واحتضنى
واسهر على ذرا الموج
مثل نورس حزين
أنا الغاية والوسيلة
أنا الأزمنة التى تجمعت
وأنت مجرد مريد.
قلت : عاشقٌ لبحرك
قالت لك الملحُ واليودُ
لك الليلُ ممدودُ
لك الحيرةُ طول الأزمنة
قلت : دلينى على بحرك
قالت : تعال
أدفئك بصدرى
وأمتِّعْ كلَّ حواسك
وأبادلْكَ المُتَعَ الَّليليةَ والمتع السحرية
وأحملْكَ على جسدى
وأرجُّ بكَ العالَمَ حتى تقرأ كراسات السحب،
،كل متاعى لك
فاهدأ
ياعاشق موجى
واغرق فى بحرى
البحر لك
والحب لك
والموت مكافأتك
قلت : فداكى موتى
قالت فاصعد فوق سفينتك وهات
تلك حدائقُ ما يمضى
وتلك حدائقُ ما هو آت
قلتُ : عشيقُك
قالت : فاصنع من جسدى أرجوحة
ومن قلبى أنشوطة
ومن عينى دليلَكَ للعشق
قلت انتصب أيها الموج
وقاتل مثل ليث هزبر
فأنا أتحداك
فالإسكندرية لى
وأنا لها
.والبحر شاهد عرسنا
