يا بريد الدهر يمشي خفية
يا بريد الدهر يمشي خفية ً | في ضمير الغيب ماذا تحمل |
طابع الخير وإن أخفيته | ظاهرٌ يعرفه من يعقل |
كشف العنوان عما تحته | من أمورٍ ما أراها تجهل |
فارق الدنيا زمانٌ ظالم | وتولاها الزمان الأعدل |
بشر الناس بعهدٍ صالحٍ | يحسد الآخر فيه الأول |
ذلك البعث لقومٍ فاتهم | من حياة ٍ غضة ٍ ما أملوا |
روع الغبراء قومٌ أكلوا | من بني حواء ما لا يؤكل |
ليس يعنيهم إذا ما ملكوا | أمة ٌ تمحى وشعبٌ يقتل |
وجدوا الناس ضعافاً حولهم | فتمادوا في الأذى واسترسلوا |
ورموا مصر بخطبٍ فادحٍ | ما أصاب القوم حتى زلزلوا |
عكسوا الأشياء حتى جعلت | تسفل الهام وتعلو الأرجل |
ما يفي بالعهد منا ناصرٌ | لبني عثمان إلا يخذل |
يهلك الحر ويحيا غيره | وحياة السوء موتٌ جلل |
إنما السودد في الدنيا لمن | لا يرى السودد دنيا تقبل |
يرقب الأبناء فيما يبتغي | ويخاف الله فيما يفعل |
أبصر الهدام جماً | فبنى ذلك المجد الأشم الأطول |
أصبح القوم حديثاً وانطوى | من روايات الأذى ما مثلوا |
ضجت الأرض تحيى أمماً | صرع الظلم بنوها البسل |
حين هزوا ما رسا من ملكهم | فهوى الأعلى وطار الأسفل |
اتق الله وعظم حقه | وتأمل كيف تفنى الدول |
ً