الرئيسية » » شاعر القمح | جمال مرسي

شاعر القمح | جمال مرسي

Written By غير معرف on السبت، 7 سبتمبر 2013 | سبتمبر 07, 2013

شاعر القمح

أنا المُبتَلَى بالقصِيدَةْ .
فهل مِن مُداوٍ لمثلِ ابتلائِي ؟
و هل مِن طبِيبٍ يُخلِّصُنِي مِن عنائِي و دَائِي ؟
و هل يعلمُ النَّاقِمونَ
بأنِّي سَكَبتُ المشاعرَ لا لأُتاجِرَ
لا ،
أو أُرائِي .
و لا بِعتُ شِعري ببَخسٍ لأُرضِيَ ذا صَولجانٍ
و لا فِي المراقِصِ علَّقتُ صوتَ قصِيدِيَ
فوقَ حناجِرِ أَهلِ البِغاءِ
و ما كنتُ أَسعَى إِلى شُهرةٍ
ترفعُ اسميَ فوقَ رُؤوسِ البرَايا
و تنقُشُهُ فوقَ نجمِ السَّماءِ .
فلِمْ تقطعونَ ورِيدَ حُروفي ؟
و لِمْ تركضُونَ ورائِي ؟
و ما كنتُ غيرَ امرِئٍ مُبتلىً بالقصيدهْ .
أُفتِّشُ في بحرِها عن معانٍ جدِيدهْ .
و أرسُمُها وطناً ـ لا حُدودَ لهُ ـ
أو خريِدَهْ .
و أجعلُها شوكةً في حُلوقِ المُغاليِنَ
أو جمرةً في جُفونِ المُرائي .
أَنَا شاعرٌ يزرعُ القمحَ ،
قمحَ البشائِرِ
يروِيهِ ماءَ المشاعِرِ
في تُربةِ الفقراءِ
فتنمُو سنابلُهُ في القُلوبِ
و تنثرُ فِي ذا الفضاءِ طُيوبِي
و تبعثُ في النَّفسِ مَيْتَ الرَّجاءِ .
أَنَا شاعرٌ صَدقَ الشِّعرَ وعدا
أَخذتُ على عاتِقِي أَن أَكونَ
لروضِ القصائدِ وَرداً
و وِردا
فيجرِي بوديانِها عذبُ مائِي .
و لم يخلعِ الشِّعرُ فوقِيَ
أَرديَةً من ثراءِ .
فلِمْ تقطعونَ وريدَ حُروفِي ؟
و لِمْ تركضُونَ ورائِي ؟
خُذوا كُلَّ هذِي الدَّواوِينِ عنِّي
خُذوا كُلَّ فنِّي
خُذوا قَلَمِي ، ورقِي ،
هذِه الكُتْبَ نبعَ العطاءِ
خُذوا ما تشاءونَ منِّي
و لن تستطِيعوا سبيلاً إلى كِبرِيائِي .
أنا شاعرُ القمحِ رغم الخناجِرِ
تطعنني من ورائي .
سأبقى كسُنبلةٍ جِذرُها في الرَّمادِ
و حبَّاتُها في السَّماءِ .


 
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads