الرئيسية » » الأمير المجاهد | علي محمود طه

الأمير المجاهد | علي محمود طه

Written By Unknown on الاثنين، 30 سبتمبر 2013 | سبتمبر 30, 2013

الأمير المجاهد


رزء العروبة فيك و الإسلام رزء النّهى و فجيعة الأقلام
هو مأتم الأحرار في متوثّب بصفوفهم مستقتل مقدام
أأنا المثاليين صوتك لم يزل في الشّرق وحي براعة و حسام
و نداء فاد تسأل الدّنيا به أصريع حرب أم شهيد سلام ؟
لخلاص دار و فكاك عشيرة خضت الحياة كثيرة الآلام
و اجتزت جسر العمر بين عواصف هوج ، و موج مزبد مترامي
و شهرتها حربا على مستعمر متجبّر ، أو غاصب ظلاّم
تلقى ببسمتك العرسضة نارها في موكب من ذائدين كرام
متفرّقين على البعاد منازلا متجمّعين على هوى ووئام
كالبحر ماج في غواربه التقى سيل الرّبى و شوامخ الأعلام
و قفوا الحياة على الجهاد و قرّبوا دعة النّفوس و صحّة الأجسام
إرث الجدود الصّيد أنت وهبته قلما يصاول دونه و يحامي
شباب مهدور الدّماء مجاهد في الله عن عرب و عن إسلام
***
الشّاعر الغرّيد نازح جنّة مسحورة الأفنان و الأكمام
أفياؤها ظلل الدّهور ، و أرزها أعلام آلهة على آطام
قامت على جبل أشمّ سماؤه مسرى البيان و مسبح الإلهام
تهدي إليك بكلّ مغرب كوكب أشواق نضوى لوعة و غرام
أمّ تحنّ إلى لقاء نجيبها و أب ، هو الوطن الشوق الظّامي
يتساءلان متى الإياب ؟ و يومه يو مارّحيل ، و لات حين مقام
***
مرّت جنيف بخاطري فتمثّلت صور الشّهيد كأنّهن أمامي
متوحدّا في غربة ، متوقّدا بصبابة ، متفرّدا بسقام
شيخ يدبّ على عصاه ، و فلبه متوثّب الآمال و الأحلام
يطوي الثمانين الوضاء مليئة بمواكب للذّكريات ضخام
و جلائل للمأثرات مواثل و جحافل للحادثات جسام
هيهات ما أوهت قواه و لا ثنت من خطوه عن غاية و مرام
هيهات ما نالت على إرهاقها من قلبه في نضرة و وسام
هيهات ما شابي بمرّ مذافها فيه حلاوة روحه البّسام
طلق الجبين على نديّ شمائل كالفجر بين أشعة و غمام
***
يا ابن الأمارة نافضا من إرثها يده لنصرة مبدإ و ذمام
حين الغنى و الجاه فتنة معشر عن قومهم متخلفين نيام
صف كيف أبصرت الحياة و أنت في عزّ الملوك و هيبة الحكّام
و رأيت دنيا المالكين بعالم متخوّن ، متلوّن ، هدّام
تومي إليك قصورهمو كأنّها عين مقرّحة و قلب دامي
و مشيت تنذر و الوغى مستعّر و الأرض غرقى في دم و ضرام
في حومة من قاهرين تربّصوا بالمضعفين منافذ الأيّام
عنت الشّعوب لسيفهم فتألّبوا يتنازعون مصاير الأقوام
يأبى يراعك أن يفارق راحة خلقت لردّ تحيّة و سلام
بيضاء ملهمة البنان مزاجها فيض من الأضواء و الأنغام
أخذت خناق الظّلم فاستخذى لها و ارتدّ يستر وجهه بلثام
و تعقّبته تهزّ قبضة ثائر فإذا الحديد بها صديع حطام
و إذا الحصون الشامخات حجارة منثورة ، و النار سحب قتام
و ذا المجاهد تحت غار جهاده طهر اليدين مخضّب الصّمصام
روح يهزّ الشرق من أعماقه و سنى يمزّق عنه كلّ ظلام
و يد تعانقه برغم منيّة و فم يقبّله برغم حمام
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads