الرئيسية » » شهيد ميسلون | علي محمود طه

شهيد ميسلون | علي محمود طه

Written By Unknown on الاثنين، 30 سبتمبر 2013 | سبتمبر 30, 2013

شهيد ميسلون


هبذ الكميّ على النفير الصّادح مهلا ! فديتك ، ما الصّباح بواضح
أيّ الملاحم بين أبطال الوغى فجئتك بالشوق الملحّ البارح
فقضيت ليلك لا هدوء و لا كرى و وثبت في غسق الظّلام الجانح
و الشّرق من خلف الجبال غمامة حمراء ترعش في وميض لامح
سلت حراب البرق فوق سمائه هوجاء تنذر بالقضاء الجائح
هي صيحة الوطن الجريح و أمة هانت على سيف المغير الطّامح
قرنت بحظّك حظّها فتماسكت ترعى خطاك علر ربى و أباطح
في موكب الفادين مجد أميّة بجوانح مشبوبة و جوارح
لو قستهم بعدوّهم و سلاحه أيقنت أنهمو فريسة جارح
الخائضون الفجر بحر مصارع السّابحون على السّعير اللافح
النّاهضون على السّيوف و تحتها شتّى جماجم في التّراب طرائح
الرّابضون على الحصون خرائبا مهجا تضرّم في حطام صفائح
صرعى ولو فتّشت عن أجسادهم ألفيت ، ما ألفيت غير جرائح
يا ميسلون شهدت أيّ رواية دموية ، و رأيت أيّ مذابح
و وقفت مثخنة الجراح بحومة ماجت بباغ في دمائك سابح
تتأملين دمشق يالهوانها ! ذات الجلالة تحت سيف الفاتح !
جرّت حديد قيودها و تقدّمت شمّاء من جلاّدها المتصايح
نسيت أليم عذابها و تذكرت في ميسلون دم الشّهيد النّازح
من هبّ في غسق الظلام يحوطها بدراع مقتتل و صدر مكافح
و تسمّعت صوتا كان هتافه يا للحبيب المحب لبائح !
أمّاه ! خانتني المقادر فاغفري قدري ، و إن قلّ الفداء فسامحي !
***
فيحاء إن نصّت حواليك القرى أعلامها فتزيّنت بمصابح
و تواكب الفرسان فيك و أقبلوا بالغار بين عصائب و وشائح
و شدا الرعاة الملهمون و أغرقوا أبهاء ليلك في خضمّ مفارح
أقبلت بين صفوفهم متقرّبا بأواهري ، مترنما بمدائحي
حيث الشّهيد رنا لمطلع فجره و رأى الغمائم في الفضاء الفاسح
و تلفّتت لك روحه فتمثلت وجه البطولة في أرقّ ملامح
حيث الرّبى في ميسلون كأنّما تهفو إليه بزهرها المتفاوح
و كأنما غسلته بغدادية بدموع ملك في ثراك مراوح
اسعى إليه بكل ما جمعت يدي و بكلّ ماضمّت غليه جوانحي
و هو الجدير بأن أحيّي باسمه في الشرق كلّ مناضل و منافح
من كلّ حرّ ، نافض مما اقتنى يده ، و وهّاب الحشاشة مانح
أو كلّ فاد بالحياة عشيره لا القول في خدع الخيال السّانح
***
قل للدعاة المحسنين ظنونهم بالغرب ماذا في السّراب لماتح ؟
لا تغرينكمو وعود محالف يطأ الممالك بادّعاء مصالح
تمضي السنون و أنتمو من وعده تتقبلون على ظهور أراجح
و الله لو حسر القناع لراعكم قبر أعدّ لكم و خنجر ذابح
من كلّ مصاص الدّماء منوّم يدعى بمنقذ أمة و مصالح !
يا يوسف العظمات غرسك لم يضع و جناه أخلد من نتاج قرائح
قم لحظة و انظر دمشق و قل لها عاد الكميّ من النّفير الصّادح
و دعاك يا بنت العروبة فانهضي و استقبلي الفجر الجديد و صافحي !

 
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads