الرئيسية » » في عالم الذكرى | علي محمود طه

في عالم الذكرى | علي محمود طه

Written By Unknown on الاثنين، 30 سبتمبر 2013 | سبتمبر 30, 2013

في عالم الذكرى
علي محمود طه 
 
ألقاك في عالم الذّكرى و تلقاني رغم الفراق بهذا العالم الفاني
أرنو إلى وجهك الضّاحي فيشرق لي عن صفحتي مرح في الخلد جذلان
و أجتلي لمحات العبقريّة في عينين حدّثتا عن روح فنّان
لأنت حيّ برغم الموت ، أسمعه كعهده ، و أراه ملء وجداني
عذب البيان ، سريّ اللفظ مازجه ما في طباعك من حسن و إحسان
يذكي الشّيوخ بأحلام الشّباب و كم أذكى بحكمتهم أحلام شبّان
أصغي إليك، عميق الفكر ، ملتمعا في منطق جهوريّ الصّوت رنّان
كالغيث يلمع في الآفاق بارقه و في الثّرى منه زهر ، فوق أفنان
عفّ الضّمير حوى الدنيا بنظرته فلم ترعه بأشكال و ألوان
مقيّد بعريق من خلائقه لا خوف بطش و لا زلفى لسلطان
كالنّهر يقتلع الأسداد ، منطلقا حرّا ، و يجري حبيسا بين شطئان
يعطي الحياة لأقوام و ينشرها شتّى روائع في خقل و بستان
تمثّل الحقّ يرمس كلّ شائبة عنه ، و يغرق فيه كلّ بهتان
حامس القضاء و راعي العدل ، في بلد لا يأمن العدل فيه سطوة الجاني
و رافع الصّرح لاستقلاله ، عجبا! صنع السّماء ترى ؟ أم صنع إنسان ؟
صبري ! أحقّا طواك الموت ؟ كيف ؟ و ما هذي المواكب و من قاص و من داني ؟
كالأمس ضجّت فهل أسمعت هاتفها صدى هتافك في جنّات رضوان ؟
قم بشّر الحقّ و اخطب في كتائبه يا صاحب الخلد هذا يومك الثّاني !
***
يا واهب الثورة الكبرى يفاعته حين الشباب رؤى غيد و ألحان
و صاحب العهد لم يطرح أمانته كهلا يصاول عن أهل و أوطان
وقف على مصر هذا القلب متّقدا بحبّها ، من لهذا المدنف العاني
قد استبدّت به ، حتّى استبدّ به عادي الرّدى ، و هو لا واه و لا واني
يا للشهيد صريعا ملء حومته سيفا خضيبا و جرحا من دم قاني !
***
هذي الصحائف من مجد و من شرف هيهات يسلمها دهر لنسيان
ذخائر الوطن الغالي يرتّلها على مسامع أجيال و أزمان
فيها أغاني لعشّاق قد افتقدوا أوطانهم ، و أناشيد لفرسان
أحرار مملكة أرسوا دعائمها على أساس من الشّورى و أركان
لم يرهبوا سوط جلاّد و لا حفلوا بسيف باغ و أصفاد سجّان
و لا أقاموا على ذلّ و إن ذهبوا على دموع و آلام و أشجان
همو البناة و إن لم يذكروا يدهم فيما يرى الجيل من مرفوع بنيان
لا تسألنّ الضحايا عن مآثرهم ! و سائل الأثر الباقي : من الباني ؟
***
ذكراك ما سنحت للفكر ، أو عبرت بالقلب ، إلاّ وهاجت نار أحزان
فزعت منها إلى الأوهام أسألها أأربعون مضت ؟ أم مرّ عامان ؟
قد أذهل الخطب شعري عن شوارده و أنسيت كلماتي شدو أوزاني
فجئت أجريه دمعا في يدي رجل قد صاغه الله من حقّ و إيمان
هذا الذي باركت مصر زعامته و قبّلت جرحها في قلبه الحاني !
 
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads