غيوم
أملٌ ضائعٌ ولبٌّ مشرَّدْ | بين حبٍّ طفى وجُرح تمرّدْ |
وضلالٌ مشت إليه الليالي | هاتكاتٍ قناعه فتجرّدْ |
وبدا شاحباً كيوم قتيلٍ | لم يكد يلثم الصباحَ المورّدْ |
غفر الله وهمها من ليالٍ | صوّرت لي الربيعَ والروض أجردْ |
قاسمتني الورقاءُ أحزانَ قلبي | وشجاه وغَرَّدَتْ حين غرّدْ |
ثم ولَّتْ والقلبُ كالوتر الدامي | يتيمُ الدموعِ واللحنُ مفردْ |
ما بقائي أرى اطِّراد فنائي | وانتهائي في صورةٍ تتجدّدْ |
ورثائي وما يفيد رثائي | لأمانٍ شقيةٍ تتبدّد |
عبثاً أجمع الذي ضاع منها | والمنايا منِّي ومنها بمرصدْ |
وبقائي أبكي على أملٍ بالٍ | وأحنو على جريحٍ موسَّدْ |
واحتيالي على الكرى وبجفنيَّ | قتادٌ ولي من الشوك مرقدْ |
وشكاتي إلى الدجى وهو مثلي | ضائعٌ صبحهُ ضليلٌ مسهَّدْ |
وشخوصي إلى السماء بطرفي | وندائي بها إلى كل فرقدْ |
فجعتني الأيامُ فيه فلم يَبْقَ | على الأرض ما يسرُّ ويُحمدْ |
ذهبت بالجميل والرائعِ الفخمِ | وطاحت بكل قدسٍ ممجّدْ |
مالَ ركنٌ من السماءِ وأمسى | هلهلَ النسج كلُّ صَرحٍ مُمرَّد |
ربِّ عفواً لحيرتي وارتيابي | وسؤالٍ في جانحي يتردّدْ |
هو همس الشقاء ما هو شك | لا ولا ثورةٌ فعدلك أخلدْ |
أين يا رب أين منقبل حيْني | ألتقي مرةً بحلمي الموحّدْ؟ |
بخليلٍ ما ردَّه كيدُ نمّامٍ | ولم يَثْنِه وشاةٌ وحُسَّدْ |
وحبيبٍ إذا تدفَّق إحساسي | جزاني بزاخرٍ ليس ينفدْ |
وعناقٍ أُحِسُّه في ضلوعي | دافقاً في الدماءِ كاليمِّ أزبدْ |